فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُم
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُم
لم يقل: {فلا والرب}، وإنما قال: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُم}.
ففي ذلك تأكيد بالقسم، وتأكيد في المقسم عليه. علما منه سبحانه بما النفوس
منطوية عليه من حب الغلبة ووجود النصرة، سواء كان الحق عليها أو لها. وفي
ذلك إظهار لعنايته برسوله صلى الله عليه وسلم، إذ جعل حُكمه حُكمه، وقضاءه
قضاءه، فأوجب على العباد الاستسلام لحكمه، والانقياد لأمره؛ ولم يقبل منهم
الإيمان بإلهيته حتى يذعنوا لأحكام رسوله صلى الله عليه وسلم. لأنه كما
وصفه ربه: {وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى}. فحُكمه حُكم الله،
وقضاؤه قضاء الله. كما قال: {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله}. وأكد
ذلك بقوله: {يد الله فوق أيديهم}.
وفي الآية إشارة أخرى لعظيم قدره، وتفخيم أمره صلى الله عليه وسلم، وهي قوله تعالى:
{فلا وربك}. فأضاف نفسه تعالى إليه، كما قال في الآية الأخرى: {كهيعص. ذكر
رحمة ربك عبده زكريا}. فأضاف الحق سبحانه اسمه إلى محمد صلى الله عليه
وسلم، وأضاف زكريا إليه، ليعلم العباد فرق ما بين المنزلتين، وتفاوت ما
بين الرتبتين. ثم إنه لم يكتف بالتحكيم الظاهر فيكونوا به مؤمنين، بل
اشترط فقدان الحرج، وهو الضيق في نفوسهم من أحكامه صلى الله عليه وسلم،
سواء كان الحكم بما يوافق أهوائهم أو يخالفها. وإنما تضيق النفوس لفقدان
الأنوار، ووجود الأغيار، فمنه يكون الحرج وهو الضيق، والمؤمنون ليسوا
كذلك، إذ نور الإيمان ملأ قلوبهم، فاتسعت وانشرحت، فكانت واسعة بنور
الواسع العليم، ممدودة بوجود فضله العظيم، مهيأة لواردات أحكامه، مفوضة
إليه في نقضه وإبرامه.
ففي ذلك تأكيد بالقسم، وتأكيد في المقسم عليه. علما منه سبحانه بما النفوس
منطوية عليه من حب الغلبة ووجود النصرة، سواء كان الحق عليها أو لها. وفي
ذلك إظهار لعنايته برسوله صلى الله عليه وسلم، إذ جعل حُكمه حُكمه، وقضاءه
قضاءه، فأوجب على العباد الاستسلام لحكمه، والانقياد لأمره؛ ولم يقبل منهم
الإيمان بإلهيته حتى يذعنوا لأحكام رسوله صلى الله عليه وسلم. لأنه كما
وصفه ربه: {وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى}. فحُكمه حُكم الله،
وقضاؤه قضاء الله. كما قال: {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله}. وأكد
ذلك بقوله: {يد الله فوق أيديهم}.
وفي الآية إشارة أخرى لعظيم قدره، وتفخيم أمره صلى الله عليه وسلم، وهي قوله تعالى:
{فلا وربك}. فأضاف نفسه تعالى إليه، كما قال في الآية الأخرى: {كهيعص. ذكر
رحمة ربك عبده زكريا}. فأضاف الحق سبحانه اسمه إلى محمد صلى الله عليه
وسلم، وأضاف زكريا إليه، ليعلم العباد فرق ما بين المنزلتين، وتفاوت ما
بين الرتبتين. ثم إنه لم يكتف بالتحكيم الظاهر فيكونوا به مؤمنين، بل
اشترط فقدان الحرج، وهو الضيق في نفوسهم من أحكامه صلى الله عليه وسلم،
سواء كان الحكم بما يوافق أهوائهم أو يخالفها. وإنما تضيق النفوس لفقدان
الأنوار، ووجود الأغيار، فمنه يكون الحرج وهو الضيق، والمؤمنون ليسوا
كذلك، إذ نور الإيمان ملأ قلوبهم، فاتسعت وانشرحت، فكانت واسعة بنور
الواسع العليم، ممدودة بوجود فضله العظيم، مهيأة لواردات أحكامه، مفوضة
إليه في نقضه وإبرامه.
abouimed-
- عدد المساهمات : 2452
العمر : 60
المكان : القصرين
المهنه : ولد القصرين و يرفض الذل
الهوايه : الحرية ضاهر و باطن
نقاط تحت التجربة : 15154
تاريخ التسجيل : 28/01/2010
رد: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُم
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
حواء-
- عدد المساهمات : 2558
العمر : 50
نقاط تحت التجربة : 14078
تاريخ التسجيل : 11/04/2008
رد: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُم
فتاة ابكت العالم بحديثها عن الرسول صلى الله عليه وسلم
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل"
إسماعيل- مشرف
- عدد المساهمات : 2980
العمر : 53
نقاط تحت التجربة : 16466
تاريخ التسجيل : 17/04/2008
مواضيع مماثلة
» مطوية (فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)
» وَإِنَّهُ يَرْفَعُ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ
» مطوية (فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ)
» تفسير قوله تعالى "..حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ.."
» فَلَا يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّيَ
» وَإِنَّهُ يَرْفَعُ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ
» مطوية (فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ)
» تفسير قوله تعالى "..حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ.."
» فَلَا يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّيَ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى