إحياء ليلة العيد
+2
Gafsi06
إسماعيل
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
إحياء ليلة العيد
يسن إحياء ليلة العيد بالعبادة من ذكر أو صلاة أو غير ذلك من العبادات، لا سيما صلاة التسابيح لفضلها([1])؛ لحديث: «من قام ليلتي العيدين لله محتسبًا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب»([2])، والمراد بموت القلوب شغفها بحب الدنيا، وقيل الكفر، وقيل الفزع يوم القيامة، ويحصل الإحياء، بمعظم الليل كالمبيت بمنى، وقيل بساعة منه، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: بصلاة العشاء جماعة والعزم على صلاة الصبح جماعة، والدعاء فيهما.
تكبير العيد:
التكبير في العيدين سنة عند جمهور الفقهاء، قال الله تعالى بعد آيات الصيام: {وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} [البقرة:185]
وحمل التكبير في الآية على تكبير عيد الفطر، وقال سبحانه في آيات الحج: {وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} [البقرة:203]، وقال أيضًا: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ} [الحج:27]، وقال تعالى: {كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} [الحج:37]، وحمل الذكر والتكبير في الآيات السابقة على ما يكون في عيد الأضحى.
وقال ابن حزم: «والتكبير ليلة عيد الفطر فرض، وهو في ليلة عيد الأضحى حسن، قال تعالى: {وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:185]، فبإكمال عدة صوم رمضان وجب التكبير، ويجزئ من ذلك تكبيرة»([3]).
والتكبير هو التعظيم، والمراد به في تكبيرات العيد تعظيم الله عز وجل على وجه العموم، وإثبات الأعظمية لله في كلمة (الله أكبر) كناية عن وحدانيته بالإلهية؛ لأن التفضيل يستلزم نقصان من عداه، والناقص غير مستحق للإلهية؛ لأن حقيقة الإلهية لا تلاقي شيئًا من النقص، ولذلك شرع التكبير في الصلاة لإبطال السجود لغير الله، وشرع التكبير عند نحر البدن في الحج لإبطال ما كانوا يتقربون به إلى أصنامهم، وكذلك شرع التكبير عند انتهاء الصيام؛ إشارة إلى أن الله يعبد بالصوم وأنه متنزه عن ضراوة الأصنام([4]) بالآية السابقة، ومن أجل ذلك مضت السنة بأن يكبر المسلمون عند الخروج إلى صلاة العيد ويكبر الإمام في خطبة العيد.
ويندب التكبير بغروب الشمس ليلتي العيد في المنازل والطرق والمساجد والأسواق برفع الصوت للرجل؛ إظهار الشعار العيد، والأظهر إدامته حتى يحرم الإمام بصلاة العيد، أما من لم يصل مع الإمام فيكبر حتى يفرغ الإمام من صلاة العيد ومن الخطبتين([5]).
ولم يرد في صيغة التكبير شيء بخصوصه في السنة المطهرة، ولكن درج بعض الصحابة منهم سلمان الفارسي على التكبير بصيغة: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد» والأمر فيه على السعة؛ لأن النص الوارد في ذلك، مطلق، وهو قوله تعالى: {وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} [البقرة:185]، والمطلق يؤخذ على إطلاقه حتى يأتي ما يقيده في الشرع، ودرج المصريون من قديم الزمان على الصيغة المشهورة وهي: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا»، وهي صيغة شرعية صحيحة قال عنها الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: «وإن كبر على ما يكبر عليه الناس اليوم فحسن، وإن زاد تكبيرًا فحسن، وما زاد مع هذا من ذكر الله أحببته»([6]).
وزيادة الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وأصحابه وأنصاره وأزواجه وذريته في ختام التكبير أمر مشروع؛ فإن أفضل الذكر ما اجتمع فيه ذكر الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، كما أن الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم تفتح للعمل باب القبول فإنها مقبولة أبدًا حتى من المنافق، كما نص على ذلك أهل العلم؛ لأنها متعلقة بالجناب الأجل صلى الله عليه وآله وسلم.
والله أعلم
منقول عن موقع الإمام علي جمعة مفتي البلاد المصرية
([1]) ينظر: (قليوبي وعميرة 1/359)، والحديث الوارد في فضلها هو ما رواه أبو رافع، ينظر الحديث في سنن الترمذي في باب ما جاء في صلاة التسبيح.
([2]) أخرجه ابن ماجه في سننه (1/567)، والطبراني في المعجم الأوسط (1/57)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/319).
([3]) المحلى، ابن حزم، (5/89).
([4]) انظر: التحرير والتنوير، الطاهر بن عاشور (2/176)، والضراوة: هي العادة، والمعنى أن الله منزه عن التعبد له بمثل ما اعتاده المشركون في التعبد لأصنامهم من التنزلف بالأكل والتلطيخ بالدماء.
([5]) ينظر: مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج (1/593).
([6]) ينظر: الأم للإمام الشافعي.
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
"هذا مذهب كلّه جد فلا تخلطوه بشيء من الهزل"
إسماعيل- مشرف
- عدد المساهمات : 2980
العمر : 53
نقاط تحت التجربة : 16430
تاريخ التسجيل : 17/04/2008
رد: إحياء ليلة العيد
الحمد لله
هذا الحديث رواه ابن ماجه (1782) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (مَنْ قَامَ لَيْلَتَيْ الْعِيدَيْنِ مُحْتَسِبًا لِلَّهِ لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ) .
وهو حديث ضعيف ، لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم .
قال النووي في "الأذكار" :
وهو حديث ضعيف رويناه من رواية أبي أمامة مرفوعاً وموقوفاً ، وكلاهما ضعيف انتهى .
وقال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث إحياء علوم الدين : إسناده ضعيف .
وقال الحافظ ابن حجر : هذا حديث غريب مضطرب الإِسناد . انظر : "الفتوحات الربانية" (4/235) .
والحديث رواه الطبراني عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أحيا ليلة الفطر وليلة الأضحى لم يمت قلبه يوم تموت القلوب ) .
وهو ضعيف أيضاً .
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" : رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عمر بن هارون البلخي والغالب عليه الضعف ، وأثنى عليه ابن مهدي وغيره ، ولكن ضعفه جماعة كثيرة . والله أعلم .
وقال النووي في المجموع :
قَالَ أَصْحَابُنَا : يُسْتَحَبُّ إحْيَاءُ لَيْلَتَيْ الْعِيدَيْنِ بِصَلاةٍ أَوْ غَيْرِهَا مِنْ الطَّاعَاتِ ، وَاحْتَجَّ لَهُ أَصْحَابُنَا بِحَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ أَحْيَا لَيْلَتَيْ الْعِيدِ لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ ) وَفِي رِوَايَةِ الشَّافِعِيِّ وَابْنِ مَاجَهْ : ( مَنْ قَامَ لَيْلَتَيْ الْعِيدَيْنِ مُحْتَسِبًا لِلَّهِ تَعَالَى لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ حِينَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ ) رَوَاهُ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ مَوْقُوفًا , وَرُوِيَ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي أُمَامَةَ مَوْقُوفًا عَلَيْهِ وَمَرْفُوعًا كَمَا سَبَقَ , وَأَسَانِيدُ الْجَمِيعِ ضَعِيفَةٌ . انتهى .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :
" الأَحَادِيثُ الَّتِي تُذْكَرُ فِي لَيْلَةِ الْعِيدَيْنِ كَذِبٌ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم" انتهى .
وليس معنى ذلك أن ليلة العيد لا يستحب قيامها ، بل قيام الليل مشروع كل ليلة ، ولهذا اتفق العلماء على استحباب قيام ليلة العيد ، كما نقله في "الموسوعة الفقيهة" (2/235) ، إنما المقصود أن الحديث الوارد في فضل قيامها ضعيف .
والله أعلم .
هذا الحديث رواه ابن ماجه (1782) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (مَنْ قَامَ لَيْلَتَيْ الْعِيدَيْنِ مُحْتَسِبًا لِلَّهِ لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ) .
وهو حديث ضعيف ، لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم .
قال النووي في "الأذكار" :
وهو حديث ضعيف رويناه من رواية أبي أمامة مرفوعاً وموقوفاً ، وكلاهما ضعيف انتهى .
وقال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث إحياء علوم الدين : إسناده ضعيف .
وقال الحافظ ابن حجر : هذا حديث غريب مضطرب الإِسناد . انظر : "الفتوحات الربانية" (4/235) .
والحديث رواه الطبراني عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أحيا ليلة الفطر وليلة الأضحى لم يمت قلبه يوم تموت القلوب ) .
وهو ضعيف أيضاً .
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" : رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عمر بن هارون البلخي والغالب عليه الضعف ، وأثنى عليه ابن مهدي وغيره ، ولكن ضعفه جماعة كثيرة . والله أعلم .
وقال النووي في المجموع :
قَالَ أَصْحَابُنَا : يُسْتَحَبُّ إحْيَاءُ لَيْلَتَيْ الْعِيدَيْنِ بِصَلاةٍ أَوْ غَيْرِهَا مِنْ الطَّاعَاتِ ، وَاحْتَجَّ لَهُ أَصْحَابُنَا بِحَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ أَحْيَا لَيْلَتَيْ الْعِيدِ لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ يَوْمَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ ) وَفِي رِوَايَةِ الشَّافِعِيِّ وَابْنِ مَاجَهْ : ( مَنْ قَامَ لَيْلَتَيْ الْعِيدَيْنِ مُحْتَسِبًا لِلَّهِ تَعَالَى لَمْ يَمُتْ قَلْبُهُ حِينَ تَمُوتُ الْقُلُوبُ ) رَوَاهُ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ مَوْقُوفًا , وَرُوِيَ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي أُمَامَةَ مَوْقُوفًا عَلَيْهِ وَمَرْفُوعًا كَمَا سَبَقَ , وَأَسَانِيدُ الْجَمِيعِ ضَعِيفَةٌ . انتهى .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :
" الأَحَادِيثُ الَّتِي تُذْكَرُ فِي لَيْلَةِ الْعِيدَيْنِ كَذِبٌ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم" انتهى .
وليس معنى ذلك أن ليلة العيد لا يستحب قيامها ، بل قيام الليل مشروع كل ليلة ، ولهذا اتفق العلماء على استحباب قيام ليلة العيد ، كما نقله في "الموسوعة الفقيهة" (2/235) ، إنما المقصود أن الحديث الوارد في فضل قيامها ضعيف .
والله أعلم .
Gafsi06-
- عدد المساهمات : 205
العمر : 113
المهنه : مهندس
نقاط تحت التجربة : 12022
تاريخ التسجيل : 14/07/2008
القعقاع-
- عدد المساهمات : 155
العمر : 56
نقاط تحت التجربة : 10562
تاريخ التسجيل : 08/09/2010
رد: إحياء ليلة العيد
لطالما اسرني قلمك ولطلما اجبرتني ابداعاتك
على التفكر في ما ترسمه يدك.
الا دمت لنا مبدعا.
ولا حرمنا الله من ابداعاتك.
على التفكر في ما ترسمه يدك.
الا دمت لنا مبدعا.
ولا حرمنا الله من ابداعاتك.
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
صقر الجنوب-
- عدد المساهمات : 3454
العمر : 56
المكان : اولاد شريط
المهنه : موظف
نقاط تحت التجربة : 14931
تاريخ التسجيل : 13/02/2008
القعقاع-
- عدد المساهمات : 155
العمر : 56
نقاط تحت التجربة : 10562
تاريخ التسجيل : 08/09/2010
الحجاج-
- عدد المساهمات : 786
العمر : 104
نقاط تحت التجربة : 11761
تاريخ التسجيل : 15/05/2010
القعقاع-
- عدد المساهمات : 155
العمر : 56
نقاط تحت التجربة : 10562
تاريخ التسجيل : 08/09/2010
abouimed-
- عدد المساهمات : 2452
العمر : 60
المكان : القصرين
المهنه : ولد القصرين و يرفض الذل
الهوايه : الحرية ضاهر و باطن
نقاط تحت التجربة : 15118
تاريخ التسجيل : 28/01/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى