نسمة قفصية
مرحبا بكم في موقع قفصة فيه كل تاريخ قفصة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نسمة قفصية
مرحبا بكم في موقع قفصة فيه كل تاريخ قفصة
نسمة قفصية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بعد الطلاق.. الحياة ممكنة

5 مشترك

اذهب الى الأسفل

بعد الطلاق.. الحياة ممكنة Empty بعد الطلاق.. الحياة ممكنة

مُساهمة من طرف سمير الإثنين 29 نوفمبر - 16:39

--------------------------------------------------------------------------------
منقول للفائدة



بعد الطلاق.. الحياة ممكنة
لماذا لا نتكلم ولا نصف ولا نخوض في أعماق هذا الزمن، هل لكآبته.. لظلمته.. أم لغموضه؟ ربما.. ولكن ألم يأن لنا أن نقتحم وبكل جرأة وشجاعة هذا الزمن؟ تلك الفترة التي تعيشها المطلقة بعد طلاقها، وقبل أن تخوض في زواجها الثاني إن قدر الله ذلك.
لماذا لا تصف مشاعرها وأحاسيسها وتجربتها؟ لهذا عدة أسباب مقنعة، نفكر فيها معًا:
في البداية تنتاب المطلقة أحاسيس مضطربة، إذ تهيج نفسيتها بقدر عال من الأحاسيس المؤلمة، الإحساس بخيبة الأمل.. الإحباط.. الظلم، وقد تصل للإحساس بالضياع والتشاؤم من المستقبل والخوف من ضياع الأيام والشهور وربما السنوات.
فالإمساك بالقلم في حالة نفسية تفتقد إلى الاستقرار والثبات ليس بالأمر اليسير، اختلاط الأمور والمشاعر يعيق حركة القلم، بل وكثيرا ما يشل حركة الفكر أيضاً، وسرعان ما يعتري الوجوم قسمات وجه من تحاول الإمساك بالقلم لوصف ما بداخلها، وكأنها ترى أحداث الماضي أمامها بتفصيلاتها، فلا يكون للنجاة سبيل سوى رمي القلم من اليد والانشغال بشيء يبعد شبح ذكرى الليل الطويل، أما إذا كانت المطلقة قد منَّ الله عليها برؤية فجر جديد مشرق بزواج سعيد، ففي هذه الحالة تنجح في أن تطوي صفحة الماضي بكل ما فيها من مآس وأحداث شجون ومشاعر حزينة، وقد يكون لديها من الشجاعة ما يجعلها تروي تجربتها بما قد تعنيه من خبرة يتناقلها الآخرون تصقل رؤيتهم لمشاكل قد يتعرضون لها يوما ما.
خضت التجربة بنفسي
إنني ما أقدمت على وصف هذه التجربة إلا لسببين:
أولا: لأنني خضت هذه التجربة القاسية، وأعرف تمامًا كيف تحس المطلقة، وكيف تفكر، وكيف ترى العالم من حولها، كما دفعني للكتابة في هذا الأمر الشائك قراءتي لإحصائيات عديدة يؤكد أغلبها على ارتفع ملحوظ في نسب الطلاق، وخاصة في الزيجات الحديثة.
أغض الطرف عن الأسباب والمسببات، فذلك يحتاج إلى بحث، بل أبحاث مطولة من المختصين، وأبقى في وصف ما أسميته في البداية بزمن الليل الدامس، فقد يساعدنا سرد مثل هذه التجارب في فهم جانب من المشكلة.
ثانيا: أرى بصورة جلية عدم تفهم المحيطين بالمطلقة لظروفها النفسية، فهم تارة يتعاملون معها وكأن شيئا لم يؤثر في كيانها وتركيبتها النفيسة، وتارة يتعاملون معها وكأنها بدع من الخلق، هناك من يراها الضحية المذبوحة على مذبح اضطهاد المرأة والجور على حقوقها، وتارة ينظر إليها على أنها الآثمة المقصرة، المهملة، الجاهلة بحنكة النساء وكيدهن. المطلقة ببساطة لا هي هذه ولا تلك، قد يكون هناك تقصير منها أو جور من زوجها أو سوء اختيار للطرف الآخر من أول الأمر، ولكن في النهاية المطلقة تعاني – بغض النظر عن الأسباب والمسببات التي أديت إلى الطلاق – من إحساس الإحباط والفشل وضياع الأيام والشهور والسنين.
وبالتالي هي لا تحتاج إلى من يزيد الضغوط عليها بتذكيرها بما حدث أو بما كان، فالضغوط النفسية لا تفارقها مهما حاولت إخفاء حالتها النفسية المضطربة وتركيبتها النفسية المدمرة في بعض الأحيان.
قد تضحك وتتسامر وتبدي أمام الجميع المرح والبهجة، ولكن يبقى ما بداخلها ضاغطا عليها يوشك في أي لحظة على الانفجار.
وبالتالي هي في أمس الحاجة إلى إعادة الاتزان النفسي، ولن يتأتى ذلك إلا بالاستغراق في عمل جاد يثمر في نهايته نجاحا واضحا، بمعنى أكثر وضوحا هي في حاجة إلى الاهتمام بأمور أخرى تبعدها عن ذكريات الماضي: الدراسة، العمل، العمل التطوعي.
ولتستغرق في ذلك بالكلية، فلا تفكر إلا في عملها هذا: كيف تنجح فيه؟ ماذا تحتاج إليه كي تمشي بخطوات ثابتة إلى الأمام؟ كيف تثبت للجميع أنها ما زالت قادرة على العطاء والبذل، وأنها ما زالت طاقة حية لم تنضب بعد؟
وأثناء سيرها تعيد التفكير بصورة أكثر جدية فيما مضى؛ فالوقت كفيل بنزع مشاعر الظلم والأسى لتدرك حقيقة ما حدث؟ أين كان الخلل؟ ما هي الطريقة التي تمكنها من الاستفادة من أخطاء الماضي؟
وعندما تنجح وهذا يحتاج بالطبع إلى وقت في الإجابة على هذه التساؤلات بعقلانية شديدة ودون تدخل لمشاعر الأسى والحزن والكآبة.. هنا فقط يمكن لها أن تفكر في مشروع جديد.
ليس هناك من تريد أن تقبع في غرفتها تتأمل الظلام الدامس من حولها، ليس هناك من لا تتمنى أن ترى بريق أول شعاع للشمس يشرق على حياتها، إلا أنها محتاجة إلى عون من حولها بتأكيدهم لها أنها ما زالت قادرة على الوقوف على قدميها، إنها ما زالت عندها القدرة على العطاء في ميادين الحياة المختلفة، وأن الحياة لم تتوقف بعد.
فإن أحيطت المطلقة بهذه المشاعر والقناعات الإيجابية فسوف يتسرب إليها الأمل والنظر الأكثر إشراقًا إلى المستقبل، فيدفعها ذلك إلى العطاء والبذل والتأقلم مع الحياة بما فيها من صعوبات نفسية أكثر اتزانا ورؤية أكثر عقلانية.
فلا تجلس حبيسة الماضي وذكرياته، بل تنطلق إلى آفاق جديدة بحيوية ونشاط وعطاء مستمر ونفسية مستبشرة بقرب أذان الفجر.
وهذا ما قد قمت به بالفعل.
تجربتي بين أيديكم
فبعد أن ذهبت مع والدي إلى مكتب المأذون وقمت بالتوقيع، وقال المأذون ها قد انتهيت.. أخذت حقيبتي في يدي وأدرت وجهي بسرعة البرق خارجة من المكتب؛ خوفا وجزعا من أن يرى أحد وجهي، لم أكن كما قد يظن لأبكي، بل كنت مبتسمة، وقلت ساعتها لأبي: أتعلم يا أبي بما أحس.. أحس وكأن أضخم جبال العالم كانت قابعًا على قلبي.. لأول مرة أحس أنني أستنشق الهواء دون مشقة تذكر.
قبل الوصول إلى المنزل أوقفت السيارة عند محل للحلوى، واشتريت أكبر كعكة، ثم انطلقت إلى بائع الورد واشتريت لأمي باقة ورد.
ثم عدت إلى منزل أهلي ووضعت على الكعكة 20 شمعة، وقلت لأهلي: إنني أعتبر نفسي قد أتممت اليوم عامي العشرين، أما السنوات الستة الماضية فكلها في طي النسيان.
هل هذا ممكن؟ نعم والأمر ليس صعبا، طويت صفحة السنوات الست العجاف، ولم أفتح هذه الذكريات مرة أخرى، حتى الخواطر أخذت أبعدها عن نفسي بالانغماس في أعمال جادة أخرى.
أكملت دراستي.. أخذت أقرأ بنهم، عدت لممارسة هواياتي القديمة: المراسلة والحياكة، أصبحت عضوة في عدد من الجمعيات الخيرية.
ولكن الإنسان لا يعيش وحده، ماذا عن نظرات وكلمات وآراء من حولك. أليس هذا هو سؤال كل قارئ لهذه التجربة؟؟.
أخذت على نفسي عهدا ألا أكدر حياتي بذكريات ليس لها وجود إلا في الماضي، أما الناس إن أرادوا تذكيري بكوني مطلقة أو حتى سؤالي عما حدث، ولِمَ حدث فكنت أرد بطريقة آلية: "لم يوفقني الله"، وأحب أن أحتفظ بالأسباب لنفسي.
لم تكن تعليقات أو نظرات الناس تهمني أو لتؤثر في؛ إذ كنت والحمد لله ما زلت لا أهتم في حياتي كلها إلا بأمر واحد وهو ألا أضل طريقي الذي يوصلني إلى رضى الله سبحانه وتعالى.
وما كنت لأخوض تجربة الطلاق بحال من الأحوال إلا عندما شعرت من داخلي أنني أخشى أن أفتن في ديني؛ فالاستمرار في حياتي الزوجية كان سيؤدي إلى ذلك، ولا شك فالناس لن يحاسبوا بدلا مني، بل أنا المسئولة أمام الله عز وجل عما أقترف.
أما الناس فليقولوا ما يشاءون، وليكوِّنوا عني الصورة التي تروق لهم.
فلن يؤثر ذلك قيد أنملة على هدفي وطريقي الذي رسمته لنفسي منذ البداية، وسوف أستمر فيه بزوج يعينني على ابتغاء مرضاة الله أو بدون زوج.
ولله الحمد والفضل والمنة، هل تعلمون علامَ الحمد والشكر؟ لقد مَنَّ الله عليَّ من حيث لا أحتسب بزوج لا أجد له الكلمات الرقيقة التي أصفه بها سوى أنني لأظنه من خير البشر بعد الرسول – صلى الله عليه وسلم – ودعائي له ليل نهار أن يرزقه الله أعلى أعلى درجات الفردوس الأعلى، وأن يجزيه الله تعالى عن كل كلمة رقيقة وحانية وعن كل نظرة حب نظره منه سبحانه وتعالى تغمره رحمة ومغفرة ورضى يوم يقوم الأشهاد.
الإقدام على تجربة ثانية
لم يكن أمرا سهلا أو هينًا، لم أشعر أن عليّ فتح كتاب الذكريات إلا حينما تقدم لخطبتي، وذلك لأستخلص منه أخطائي بنظرة إيجابية حيادية، خالية من الانفعالات ومشاعر الحزن والأسى.
كيف كانت نظرته لي كمطلقة؟.
هل سألني عما كان وعما حدث؟.
كيف تعاملنا سويا مع الماضي وذكرياته؟.
أحسست منه منذ البداية رغبته في معرفة ما كان.. كيف حدث.. ولماذا؟ وبخاصة أنني أحطت ذكريات الزيجة الأولى بسياج من الكتمان، فلم أكن لأخوض فيما كان مع أحد مطلقًا.
وعدته منذ البداية بأن أحكي له كل شيء بتفاصيله حينما تسمح حالتي النفسية بذلك، ولكن بالمقابل أخذت وعداً منه بألا يضغط عليَّ أبدًا، وكان الوعد الأغلظ أن نغلق هذه السيرة بقفل محكم، فلا يتفوه أحدنا بهذا الأمر أبدًا فيما بعد ذلك.
وقد كنت أتذكر ذلك اليوم جيدا بعد أن عقدنا عقد زواجنا بيومين، وقد كان يوم عرفة، وكنا صائمين، بدأت الحكاية.. كيف تزوجت زوجي الأول؟ ماذا كانت مشاعري نحوه؟ كيف تحولت مشاعري؟ مشكلات تلك الزيجة؟ كيف بدأت؟ كيف تطورت؟ ما العوامل التي ساعدت على تفاقم المشكلة؟
وعند النهاية، كانت أول مرة أبكي.. وأبكي.. وأبكي.. كأن مآسي، أحزان وهموم زمن الظلام الدامس انفجرت فجأة كالبركان الثائر.
حمرة نار البركان الثائر انعكست على شمس الفجر المشرقة فأهدتها لونها البراق، أما صوت ثورة البركان فاختفى ليفسح الطريق أمام أذان فجر يوم جديد.. بعد الطلاق الحياة ممكنة.. صدقوني.
سمير
سمير
 
 

عدد المساهمات : 2069
العمر : 49
الهوايه : .................
نقاط تحت التجربة : 14037
تاريخ التسجيل : 25/10/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بعد الطلاق.. الحياة ممكنة Empty رد: بعد الطلاق.. الحياة ممكنة

مُساهمة من طرف حامد عماري الإثنين 29 نوفمبر - 16:43

شكرا اخي الكريم و الصديق المثقف سمير على الموضوع الهام
ان الطلاق كما وصف : ابغض الحلال الى الله
لكني ارى ان الزواج اذا افتقد الحب و التفاهم
و اذا تحول عش الزوجية الى محل لحرب خفية حينا و معلنة احيانا اخرى
فان افضل الحلول هو الاطلاق
بل سيكون الطلاق ساعتها نعيما للطرفين
الظالم و المظلوم

*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
اذا لم تكن شاهدا على عصرك ...و لم تقف في ساحة الكفاح الدائر بين الحق و الباطل ... و اذا لم تتخذ موقفا صحيحا من ذلك الصراع الدائر ... فكن ما تشاء : مصليا متعبدا في المحراب ام شاربا للخمر في الحانات ... فكلا الامران يصبحان سواء -
=======================




بعد الطلاق.. الحياة ممكنة 2906936221_1
بعد الطلاق.. الحياة ممكنة 64026.imgcache
بعد الطلاق.. الحياة ممكنة 64026.imgcache
حامد عماري
حامد عماري
 
 

عدد المساهمات : 2469
العمر : 54
نقاط تحت التجربة : 14461
تاريخ التسجيل : 29/07/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بعد الطلاق.. الحياة ممكنة Empty رد: بعد الطلاق.. الحياة ممكنة

مُساهمة من طرف elhadad الثلاثاء 30 نوفمبر - 13:30

وايضا بعد الزواج حياة ممكنة ههههها ....
elhadad
elhadad
 
 

عدد المساهمات : 78
العمر : 104
المكان : المغرب
نقاط تحت التجربة : 10706
تاريخ التسجيل : 22/04/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بعد الطلاق.. الحياة ممكنة Empty رد: بعد الطلاق.. الحياة ممكنة

مُساهمة من طرف marion الثلاثاء 30 نوفمبر - 13:35

elhadad كتب:وايضا بعد الزواج حياة ممكنة ههههها ....
بعد الطلاق.. الحياة ممكنة 444936
marion
marion
 
 

عدد المساهمات : 33
العمر : 35
نقاط تحت التجربة : 10224
تاريخ التسجيل : 27/11/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بعد الطلاق.. الحياة ممكنة Empty رد: بعد الطلاق.. الحياة ممكنة

مُساهمة من طرف marion الثلاثاء 30 نوفمبر - 13:39

Si haded
3andek il 7a9
lyoum, signer son contrat de mariage
c'est signer son arrêt de mort
marion
marion
 
 

عدد المساهمات : 33
العمر : 35
نقاط تحت التجربة : 10224
تاريخ التسجيل : 27/11/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بعد الطلاق.. الحياة ممكنة Empty رد: بعد الطلاق.. الحياة ممكنة

مُساهمة من طرف سمير الأربعاء 1 ديسمبر - 15:18

حامد عماري كتب:
شكرا اخي الكريم و الصديق المثقف سمير على الموضوع الهام
ان الطلاق كما وصف : ابغض الحلال الى الله
لكني ارى ان الزواج اذا افتقد الحب و التفاهم
و اذا تحول عش الزوجية الى محل لحرب خفية حينا و معلنة احيانا اخرى
فان افضل الحلول هو الاطلاق
بل سيكون الطلاق ساعتها نعيما للطرفين
الظالم و المظلوم



كما اسعدني مرورك يا اعز الناس واقرب صديق
سمير
سمير
 
 

عدد المساهمات : 2069
العمر : 49
الهوايه : .................
نقاط تحت التجربة : 14037
تاريخ التسجيل : 25/10/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بعد الطلاق.. الحياة ممكنة Empty رد: بعد الطلاق.. الحياة ممكنة

مُساهمة من طرف elhadad الأربعاء 1 ديسمبر - 22:08

ما احلى الصمت وخصوصا ان كان له امير
elhadad
elhadad
 
 

عدد المساهمات : 78
العمر : 104
المكان : المغرب
نقاط تحت التجربة : 10706
تاريخ التسجيل : 22/04/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بعد الطلاق.. الحياة ممكنة Empty رد: بعد الطلاق.. الحياة ممكنة

مُساهمة من طرف marion الخميس 2 ديسمبر - 10:37

امير الصمت كتب:--------------------------------------------------------------------------------
منقول للفائدة



بعد الطلاق.. الحياة ممكنة
لماذا لا نتكلم ولا نصف ولا نخوض في أعماق هذا الزمن، هل لكآبته.. لظلمته.. أم لغموضه؟ ربما.. ولكن ألم يأن لنا أن نقتحم وبكل جرأة وشجاعة هذا الزمن؟ تلك الفترة التي تعيشها المطلقة بعد طلاقها، وقبل أن تخوض في زواجها الثاني إن قدر الله ذلك.
لماذا لا تصف مشاعرها وأحاسيسها وتجربتها؟ لهذا عدة أسباب مقنعة، نفكر فيها معًا:
في البداية تنتاب المطلقة أحاسيس مضطربة، إذ تهيج نفسيتها بقدر عال من الأحاسيس المؤلمة، الإحساس بخيبة الأمل.. الإحباط.. الظلم، وقد تصل للإحساس بالضياع والتشاؤم من المستقبل والخوف من ضياع الأيام والشهور وربما السنوات.
فالإمساك بالقلم في حالة نفسية تفتقد إلى الاستقرار والثبات ليس بالأمر اليسير، اختلاط الأمور والمشاعر يعيق حركة القلم، بل وكثيرا ما يشل حركة الفكر أيضاً، وسرعان ما يعتري الوجوم قسمات وجه من تحاول الإمساك بالقلم لوصف ما بداخلها، وكأنها ترى أحداث الماضي أمامها بتفصيلاتها، فلا يكون للنجاة سبيل سوى رمي القلم من اليد والانشغال بشيء يبعد شبح ذكرى الليل الطويل، أما إذا كانت المطلقة قد منَّ الله عليها برؤية فجر جديد مشرق بزواج سعيد، ففي هذه الحالة تنجح في أن تطوي صفحة الماضي بكل ما فيها من مآس وأحداث شجون ومشاعر حزينة، وقد يكون لديها من الشجاعة ما يجعلها تروي تجربتها بما قد تعنيه من خبرة يتناقلها الآخرون تصقل رؤيتهم لمشاكل قد يتعرضون لها يوما ما.
خضت التجربة بنفسي
إنني ما أقدمت على وصف هذه التجربة إلا لسببين:
أولا: لأنني خضت هذه التجربة القاسية، وأعرف تمامًا كيف تحس المطلقة، وكيف تفكر، وكيف ترى العالم من حولها، كما دفعني للكتابة في هذا الأمر الشائك قراءتي لإحصائيات عديدة يؤكد أغلبها على ارتفع ملحوظ في نسب الطلاق، وخاصة في الزيجات الحديثة.
أغض الطرف عن الأسباب والمسببات، فذلك يحتاج إلى بحث، بل أبحاث مطولة من المختصين، وأبقى في وصف ما أسميته في البداية بزمن الليل الدامس، فقد يساعدنا سرد مثل هذه التجارب في فهم جانب من المشكلة.
ثانيا: أرى بصورة جلية عدم تفهم المحيطين بالمطلقة لظروفها النفسية، فهم تارة يتعاملون معها وكأن شيئا لم يؤثر في كيانها وتركيبتها النفيسة، وتارة يتعاملون معها وكأنها بدع من الخلق، هناك من يراها الضحية المذبوحة على مذبح اضطهاد المرأة والجور على حقوقها، وتارة ينظر إليها على أنها الآثمة المقصرة، المهملة، الجاهلة بحنكة النساء وكيدهن. المطلقة ببساطة لا هي هذه ولا تلك، قد يكون هناك تقصير منها أو جور من زوجها أو سوء اختيار للطرف الآخر من أول الأمر، ولكن في النهاية المطلقة تعاني – بغض النظر عن الأسباب والمسببات التي أديت إلى الطلاق – من إحساس الإحباط والفشل وضياع الأيام والشهور والسنين.
وبالتالي هي لا تحتاج إلى من يزيد الضغوط عليها بتذكيرها بما حدث أو بما كان، فالضغوط النفسية لا تفارقها مهما حاولت إخفاء حالتها النفسية المضطربة وتركيبتها النفسية المدمرة في بعض الأحيان.
قد تضحك وتتسامر وتبدي أمام الجميع المرح والبهجة، ولكن يبقى ما بداخلها ضاغطا عليها يوشك في أي لحظة على الانفجار.
وبالتالي هي في أمس الحاجة إلى إعادة الاتزان النفسي، ولن يتأتى ذلك إلا بالاستغراق في عمل جاد يثمر في نهايته نجاحا واضحا، بمعنى أكثر وضوحا هي في حاجة إلى الاهتمام بأمور أخرى تبعدها عن ذكريات الماضي: الدراسة، العمل، العمل التطوعي.
ولتستغرق في ذلك بالكلية، فلا تفكر إلا في عملها هذا: كيف تنجح فيه؟ ماذا تحتاج إليه كي تمشي بخطوات ثابتة إلى الأمام؟ كيف تثبت للجميع أنها ما زالت قادرة على العطاء والبذل، وأنها ما زالت طاقة حية لم تنضب بعد؟
وأثناء سيرها تعيد التفكير بصورة أكثر جدية فيما مضى؛ فالوقت كفيل بنزع مشاعر الظلم والأسى لتدرك حقيقة ما حدث؟ أين كان الخلل؟ ما هي الطريقة التي تمكنها من الاستفادة من أخطاء الماضي؟
وعندما تنجح وهذا يحتاج بالطبع إلى وقت في الإجابة على هذه التساؤلات بعقلانية شديدة ودون تدخل لمشاعر الأسى والحزن والكآبة.. هنا فقط يمكن لها أن تفكر في مشروع جديد.
ليس هناك من تريد أن تقبع في غرفتها تتأمل الظلام الدامس من حولها، ليس هناك من لا تتمنى أن ترى بريق أول شعاع للشمس يشرق على حياتها، إلا أنها محتاجة إلى عون من حولها بتأكيدهم لها أنها ما زالت قادرة على الوقوف على قدميها، إنها ما زالت عندها القدرة على العطاء في ميادين الحياة المختلفة، وأن الحياة لم تتوقف بعد.
فإن أحيطت المطلقة بهذه المشاعر والقناعات الإيجابية فسوف يتسرب إليها الأمل والنظر الأكثر إشراقًا إلى المستقبل، فيدفعها ذلك إلى العطاء والبذل والتأقلم مع الحياة بما فيها من صعوبات نفسية أكثر اتزانا ورؤية أكثر عقلانية.
فلا تجلس حبيسة الماضي وذكرياته، بل تنطلق إلى آفاق جديدة بحيوية ونشاط وعطاء مستمر ونفسية مستبشرة بقرب أذان الفجر.
وهذا ما قد قمت به بالفعل.
تجربتي بين أيديكم
فبعد أن ذهبت مع والدي إلى مكتب المأذون وقمت بالتوقيع، وقال المأذون ها قد انتهيت.. أخذت حقيبتي في يدي وأدرت وجهي بسرعة البرق خارجة من المكتب؛ خوفا وجزعا من أن يرى أحد وجهي، لم أكن كما قد يظن لأبكي، بل كنت مبتسمة، وقلت ساعتها لأبي: أتعلم يا أبي بما أحس.. أحس وكأن أضخم جبال العالم كانت قابعًا على قلبي.. لأول مرة أحس أنني أستنشق الهواء دون مشقة تذكر.
قبل الوصول إلى المنزل أوقفت السيارة عند محل للحلوى، واشتريت أكبر كعكة، ثم انطلقت إلى بائع الورد واشتريت لأمي باقة ورد.
ثم عدت إلى منزل أهلي ووضعت على الكعكة 20 شمعة، وقلت لأهلي: إنني أعتبر نفسي قد أتممت اليوم عامي العشرين، أما السنوات الستة الماضية فكلها في طي النسيان.
هل هذا ممكن؟ نعم والأمر ليس صعبا، طويت صفحة السنوات الست العجاف، ولم أفتح هذه الذكريات مرة أخرى، حتى الخواطر أخذت أبعدها عن نفسي بالانغماس في أعمال جادة أخرى.
أكملت دراستي.. أخذت أقرأ بنهم، عدت لممارسة هواياتي القديمة: المراسلة والحياكة، أصبحت عضوة في عدد من الجمعيات الخيرية.
ولكن الإنسان لا يعيش وحده، ماذا عن نظرات وكلمات وآراء من حولك. أليس هذا هو سؤال كل قارئ لهذه التجربة؟؟.
أخذت على نفسي عهدا ألا أكدر حياتي بذكريات ليس لها وجود إلا في الماضي، أما الناس إن أرادوا تذكيري بكوني مطلقة أو حتى سؤالي عما حدث، ولِمَ حدث فكنت أرد بطريقة آلية: "لم يوفقني الله"، وأحب أن أحتفظ بالأسباب لنفسي.
لم تكن تعليقات أو نظرات الناس تهمني أو لتؤثر في؛ إذ كنت والحمد لله ما زلت لا أهتم في حياتي كلها إلا بأمر واحد وهو ألا أضل طريقي الذي يوصلني إلى رضى الله سبحانه وتعالى.
وما كنت لأخوض تجربة الطلاق بحال من الأحوال إلا عندما شعرت من داخلي أنني أخشى أن أفتن في ديني؛ فالاستمرار في حياتي الزوجية كان سيؤدي إلى ذلك، ولا شك فالناس لن يحاسبوا بدلا مني، بل أنا المسئولة أمام الله عز وجل عما أقترف.
أما الناس فليقولوا ما يشاءون، وليكوِّنوا عني الصورة التي تروق لهم.
فلن يؤثر ذلك قيد أنملة على هدفي وطريقي الذي رسمته لنفسي منذ البداية، وسوف أستمر فيه بزوج يعينني على ابتغاء مرضاة الله أو بدون زوج.
ولله الحمد والفضل والمنة، هل تعلمون علامَ الحمد والشكر؟ لقد مَنَّ الله عليَّ من حيث لا أحتسب بزوج لا أجد له الكلمات الرقيقة التي أصفه بها سوى أنني لأظنه من خير البشر بعد الرسول – صلى الله عليه وسلم – ودعائي له ليل نهار أن يرزقه الله أعلى أعلى درجات الفردوس الأعلى، وأن يجزيه الله تعالى عن كل كلمة رقيقة وحانية وعن كل نظرة حب نظره منه سبحانه وتعالى تغمره رحمة ومغفرة ورضى يوم يقوم الأشهاد.
الإقدام على تجربة ثانية
لم يكن أمرا سهلا أو هينًا، لم أشعر أن عليّ فتح كتاب الذكريات إلا حينما تقدم لخطبتي، وذلك لأستخلص منه أخطائي بنظرة إيجابية حيادية، خالية من الانفعالات ومشاعر الحزن والأسى.
كيف كانت نظرته لي كمطلقة؟.
هل سألني عما كان وعما حدث؟.
كيف تعاملنا سويا مع الماضي وذكرياته؟.
أحسست منه منذ البداية رغبته في معرفة ما كان.. كيف حدث.. ولماذا؟ وبخاصة أنني أحطت ذكريات الزيجة الأولى بسياج من الكتمان، فلم أكن لأخوض فيما كان مع أحد مطلقًا.
وعدته منذ البداية بأن أحكي له كل شيء بتفاصيله حينما تسمح حالتي النفسية بذلك، ولكن بالمقابل أخذت وعداً منه بألا يضغط عليَّ أبدًا، وكان الوعد الأغلظ أن نغلق هذه السيرة بقفل محكم، فلا يتفوه أحدنا بهذا الأمر أبدًا فيما بعد ذلك.
وقد كنت أتذكر ذلك اليوم جيدا بعد أن عقدنا عقد زواجنا بيومين، وقد كان يوم عرفة، وكنا صائمين، بدأت الحكاية.. كيف تزوجت زوجي الأول؟ ماذا كانت مشاعري نحوه؟ كيف تحولت مشاعري؟ مشكلات تلك الزيجة؟ كيف بدأت؟ كيف تطورت؟ ما العوامل التي ساعدت على تفاقم المشكلة؟
وعند النهاية، كانت أول مرة أبكي.. وأبكي.. وأبكي.. كأن مآسي، أحزان وهموم زمن الظلام الدامس انفجرت فجأة كالبركان الثائر.
حمرة نار البركان الثائر انعكست على شمس الفجر المشرقة فأهدتها لونها البراق، أما صوت ثورة البركان فاختفى ليفسح الطريق أمام أذان فجر يوم جديد.. بعد الطلاق الحياة ممكنة.. صدقوني.
بعد الطلاق.. الحياة ممكنة 955404
marion
marion
 
 

عدد المساهمات : 33
العمر : 35
نقاط تحت التجربة : 10224
تاريخ التسجيل : 27/11/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بعد الطلاق.. الحياة ممكنة Empty رد: بعد الطلاق.. الحياة ممكنة

مُساهمة من طرف FAOUZI AZIZI الجمعة 3 ديسمبر - 0:14

طلاق بغض لكن طلاق حلال
ليس يعيش اثنين يكرهو بعض
طلاق لازم
شكرن

FAOUZI AZIZI
 
 

عدد المساهمات : 162
العمر : 64
المكان : ظلام الليل
المهنه : طالب علم من مهد الى لحد
الهوايه : اوحبو علم جدن جدن
نقاط تحت التجربة : 10404
تاريخ التسجيل : 14/11/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى