فوبيا النهضة ... و التزام المنتسبين

تتزايد المواقف المنادية بمقاطعة حركة النهضة حتى لا نعود إلى زمن ولّى زمن قاطعه بورقيبة ومن وبعده بن علي بإيجابياته وسلبياته

ونشاهد كثرة المقاطع السمعية والبصرية (الفيديوهات) التي تؤكّد اعتداءات بعض أعضاء الحركة على التونسيين في الفترة الأولى من عهد بن علي وتحديدا أحدث حرق لجنة التنسيق بباب سويقة وسكب ماء الفرق على بعض المواطنين .

ومن باب وعينا بضرورة أن نوضّح ملابسات هذه الأحداث التي ما تزال راسخة في ذهنية العديد من الناس نتيجة ذلك الزخم الذي أضافه بن علي وزبانيته على هذه الأحداث وحتى يشوّه صورة هذه الحركة التي لست في موقف دفاع عنها أو تشريع وتبرير للأخطاء وإنما من باب وعيي بحقيقة هذه الأحداث ولسماعي لشهادات حيّة ممن كانوا حضورا على الحادثة وسجنوا .

بدءا بالحادثة الأولى والمتمثّلة في حرق لجنة التنسيق بباب سويقة والتي قتل فيها الحارس حرقا أكّد لنا أحد المشاركين في هذه العمليّة والذي حكم عليه بالسجن المؤبّد أن العملية استهدفت المكان باعتباره يمثّل مركز عمل أطراف تابعة للسلطة ولم تكن الغاية إحراق أشخاص، والحارس الذي توفّي لم تقم الأعضاء المساهمة في عملية حرق المكان بأية محاولة لقتله أو حرقه بل على العكس قامت باستبعاده لأكثر من مرة قبل أن تقوم بعمليّة الحرق ولكن هذا الأخير أصرّ على العودة دونما علم منهم، وهو ما جعله يموت حرقا داخل المقر والأعضاء لم يستهدفوه في تلك العمليّة.

ولذلك لا يمكننا أن نقع باللائمة على الحركة في وفاة هذا الشخص. أيضا أود قول أن نفس الأحداث التي وقعت في تونس في الأيام الأولى للثورة من استيلاء على مقرات الحكومة وحرق للجان التنسيق ومقرات عمل الحزب الدستوري تشابه هذا الحدث من سنة 1991، تلك السنة التي دخلت فيها الحركة في مواجهات فعلية مع نظام بن علي الذي حاول قمعهم.

الأحداث متشابهة تقريبا غير أن ما لا يعلمه بعض التونسيين هو أن الإسلاميين في تلك الفترة قد ذاقوا الأمرين من نظام بن علي وكان العديد منهم آنذاك تحت تعذيب وزارة الداخلية بالتالي فالحراك الذي شهدته البلاد في تلك الفترة يبدو عاديا ومبررا باعتبار أن الحركة قامت مناهضة للعنف الذي تمارسه الدولة على الحركة التي كانت تطالب بالحرية وبالمساواة والعدالة والديمقراطية، هذه المطالب التي غّيبتها السلطة آنذاك وأشاعت بين الناس أن هذه الحركة متطرفة وتحاول أن تقمع النساء و تمنعهن من ممارسة حقوقهن وغيرها من الافتراءات التي عملت على نشرها بين جميع أطياف الشعب التونسي والتي ما تزال راسخة عندهم برغم ما تحاول تقديمه الحركة من تصريحات وإيضاحات.

أما الحادثة الثانية والمتمثلة في أحداث ماء الفرق فالأمر يتعلق بشخصين لا أكثر وهما : إمام مسجد بإحدى مناطق الضاحية الشمالية بتونس وأحد الجلادين بوزارة الداخلية.

في ما يتعلق بإمام المسجد فقد تمت العملية من قبل أحد أعضاء الحركة الذين نتيجة ما كان يتلفظ به هذا الأخير من مصطلحات تسيء للإسلام بدعم من السلطة وكان يخطب في الناس بملابس لا تليق بإمام خطيب علاوة على أنه كان يتهكّم على الحركات الإسلامية وهو ما أثار حفيظة صاحب العملية.

أما الشخص الثاني فهو محمد صالح المناعي الذي تعرض لحاثة ماء الفرق من طرف عبد الحميد المديوني، وسبب هذه العملية أن المديوني كان معتقلا في أحد سجون نظام بورقيبة حيث تعرض لجميع أشكال التعذيب على يد هذا الجلاد محمد صالح المناعي الذي كان يطفئ سيجاراته على جسده وخاصة وجهه ورقبته.

وبالتالي كانت ردة الفعل بعد الخروج من السجن، أن قام بهذه العملية خاصة وأن بن علي وزبانيته لم يوفّوه حقّه من هذا الجلاد المجرم.

وهاتين العمليتين المفصولتين لم تكونا بدعم من الحركة وإن كان القائمين بالعمليتين من المنتمين إلى الحركة.

فالعمليات كانت عبارة عن ردود فعل فردية معزولة عن أي دعم من حركة النهضة ولكن ورغم ذلك بادرت الحركة بالاعتذار نيابة عن القائمين بالحادثتين واستنكرت بقية العمليات المشابهة والتي قامت بها بعض أطراف منتمية للحزب الحاكم آنذاك في محاولة من السلطة لتهويل الناس وتخويفهم من الحركة بإظهارها في مشهد الحركة المتطرفة والمستعملة للعنف.

إن ما نشاهده اليوم من مشاعر خوف من حركة النهضة هو نتيجة عادية لما زرعه نظام بن علي من أكاذيب وما نسجه من سيناريوهات تثبت التوجه المتطرف لهذه الحركة ولكن هذا لا يعني أن يبقى هؤولاء على نفس وتيرة الخوف بعد ما أثبتت الحركة عكس ما أشاعته الحكومة

في هذا الخبر السبب الحقيقي للخوف من النهضة لانهم يعرفون انها ستكتسحهم
فوز حركة النهضة بالاغلبية في انتخابات جمعية المحامين الشبان


أمام انسحاب المحاميين التجمعيين من الترشح , دارت اليوم انتخابات أعضاء جمعية المحامين الشبان .وقد كان التنافس أساسا بين قائمة تمثل التيار الإسلامي المقرب من حركة النهضة على رأسها الإستاذ ضياء الدين مورو و قائمة تمثل التيار القومي ويسارين ومستقلين


وقد أدت النتائج إلى فوز الإسلاميين بأغلب المقاعد في الجمعية

وفى ما يلي أسماء أعضاء الهيأة المنتخبين :
ضياء الدين مورو: 494 صوت
جمال الجباهي: 456
لطيفة الحباشي: 446
أنور أولاد علي: 432
الحبيب شلبي: 388
شوقي عبد الناظر: 373
محسن سعودي: 359
وئام الدبوسي: 324
حاتم معتوق: 209