يحدث في تونس بعد الثورة كما قبلها : المهنة : عدوّ النّهضة
صفحة 1 من اصل 1
يحدث في تونس بعد الثورة كما قبلها : المهنة : عدوّ النّهضة
لا إمام سوى العقل في بلاد الفكر والحرية" "هذه
العبارة التي رددتها العناصر المتزعمة للمليشية المهاجمة للتظاهرة التي
نظّمتها حركة النهضة في المنستير تعطي مؤشرا واضحا على هوية صنّاع هذه
المسرحية الهزلية وتكشف الأبعاد التي انحدروا إليها حيث لم يراعوا تواجد
الأطفال بتلك الكثافة الكبيرة ولا ازدحام المكان بالنساء وبينهن الحوامل
والمسنّات ومن على أحضانهن أطفال رضع، لقد أعطى هؤلاء المتشدقون بحرية
المرأة ورعاية الطفولة صورة قاتمة حول ثقافة الإختلاف، ذلك لأنه وإلى يوم
الناس هذا وبعض النخب المفلسة والفلول المندحرة تتفنن في لعب دور البوليس
السياسي وتقتات على اجتماعات وندوات وتظاهرات النهضة.الأبعاد
التي يجب أن نتوقف عندها والتي تحمل في طيّاتها دلالاتا عميقة نجملها في
ثلاث نقاط يمكن لها أن تغنينا عن غيرها في توصيف الحالة، أولها الاستهداف
المبيّت لتظاهرة ثقافية يغلب عليها البعد الترفيهي وتهيمن عليها الفقرات
الفنية وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على أنّ المهاجمين ومن خطط وأوعز
وتواطئ لا يتورعون ولا يستنكفون من تعكير الفعل الثقافي واجتياحه طالما أنّ
ذلك يشفي غليلهم ويوفر لهم مساحة تمكّنهم من تفعيل غيظهم، أمّا الأمر
الثاني فاستهدافهم للمركب الثقافي بالتخريب والإتلاف دون مراعاة لكونه
مؤسسة من مؤسسات الشعب التي يجب المحافظة عليها بل وصيانتها فالمرحلة مرحلة
بناء وتشيّيد وليست مرحلة هدم وإتلاف، ولعلّ الكثير من هؤلاء ليسوا إلا
أبناء تلك المقرّات الحزبية ودكاكين الشعب التي حرقها الثوار إبّان ثورتهم
المظفرة التقطوا هذه الفرصة لينتقموا من الأحرار، وتتجلى سخافة هؤلاء في
الأمر الثالث حيث الهوة كبيرة بين قولهم الذي يبجل الإعلام ويقدّس الكلمة
وبين فعلهم الذي خوّل لهم إتلاف العديد من نسخ جريدة الفجر والعبث بها
وبعثرتها في الطريق.كنّا في ما مضى نحصر المهن في
التاجر والعامل والفلاح والبحار، ونعرف من يحترف النضال والعمل الاجتماعي
والنقابي والحقوقي.. لكننا لم نكن نتوقع أنّ هناك من يمتهن عداوة حركة
النهضة ومن يشتغل عسّاسا عليها، يسرح طوال يومه خلفها ليعود في آخر النهار
بما لذّ من أخبارها وذلك مبلغه من الرزق والإسترزاق، رزق الذين أبطأ بهم
العمل وقعدوا عن طلب النجاح وسخّروا أنفسهم لمشاغبة نجاحات غيرهم..بغض
النظر عن المستهدف إن كانت حركة النهضة أو غيرها فإنّ المجموعة الوطنية
مدعوة اليوم للحفاظ على صفاء الثورة والاجتهاد في تنقيتها من هذه الشوائب
لأنّ مثل هذه الأفعال إذا تراكمت قد تفسد علينا اعتزازنا بتجربتنا الثورية
الفريدة هذه التجربة التي ما فتئت تستنسخ في أغلب الأقطار العربية والتي
انسابت ثقافتها شرقا وغربا حتى أنّ الصينيون وهم ربع سكان المعمورة شرعوا
في استنشاق الياسمين رغم أنّ هذه الزهرة ممنوعة بقرار من هو جين تاو رئيس
الصين ورئيس لجنتها العسكرية المركزية.
العبارة التي رددتها العناصر المتزعمة للمليشية المهاجمة للتظاهرة التي
نظّمتها حركة النهضة في المنستير تعطي مؤشرا واضحا على هوية صنّاع هذه
المسرحية الهزلية وتكشف الأبعاد التي انحدروا إليها حيث لم يراعوا تواجد
الأطفال بتلك الكثافة الكبيرة ولا ازدحام المكان بالنساء وبينهن الحوامل
والمسنّات ومن على أحضانهن أطفال رضع، لقد أعطى هؤلاء المتشدقون بحرية
المرأة ورعاية الطفولة صورة قاتمة حول ثقافة الإختلاف، ذلك لأنه وإلى يوم
الناس هذا وبعض النخب المفلسة والفلول المندحرة تتفنن في لعب دور البوليس
السياسي وتقتات على اجتماعات وندوات وتظاهرات النهضة.الأبعاد
التي يجب أن نتوقف عندها والتي تحمل في طيّاتها دلالاتا عميقة نجملها في
ثلاث نقاط يمكن لها أن تغنينا عن غيرها في توصيف الحالة، أولها الاستهداف
المبيّت لتظاهرة ثقافية يغلب عليها البعد الترفيهي وتهيمن عليها الفقرات
الفنية وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على أنّ المهاجمين ومن خطط وأوعز
وتواطئ لا يتورعون ولا يستنكفون من تعكير الفعل الثقافي واجتياحه طالما أنّ
ذلك يشفي غليلهم ويوفر لهم مساحة تمكّنهم من تفعيل غيظهم، أمّا الأمر
الثاني فاستهدافهم للمركب الثقافي بالتخريب والإتلاف دون مراعاة لكونه
مؤسسة من مؤسسات الشعب التي يجب المحافظة عليها بل وصيانتها فالمرحلة مرحلة
بناء وتشيّيد وليست مرحلة هدم وإتلاف، ولعلّ الكثير من هؤلاء ليسوا إلا
أبناء تلك المقرّات الحزبية ودكاكين الشعب التي حرقها الثوار إبّان ثورتهم
المظفرة التقطوا هذه الفرصة لينتقموا من الأحرار، وتتجلى سخافة هؤلاء في
الأمر الثالث حيث الهوة كبيرة بين قولهم الذي يبجل الإعلام ويقدّس الكلمة
وبين فعلهم الذي خوّل لهم إتلاف العديد من نسخ جريدة الفجر والعبث بها
وبعثرتها في الطريق.كنّا في ما مضى نحصر المهن في
التاجر والعامل والفلاح والبحار، ونعرف من يحترف النضال والعمل الاجتماعي
والنقابي والحقوقي.. لكننا لم نكن نتوقع أنّ هناك من يمتهن عداوة حركة
النهضة ومن يشتغل عسّاسا عليها، يسرح طوال يومه خلفها ليعود في آخر النهار
بما لذّ من أخبارها وذلك مبلغه من الرزق والإسترزاق، رزق الذين أبطأ بهم
العمل وقعدوا عن طلب النجاح وسخّروا أنفسهم لمشاغبة نجاحات غيرهم..بغض
النظر عن المستهدف إن كانت حركة النهضة أو غيرها فإنّ المجموعة الوطنية
مدعوة اليوم للحفاظ على صفاء الثورة والاجتهاد في تنقيتها من هذه الشوائب
لأنّ مثل هذه الأفعال إذا تراكمت قد تفسد علينا اعتزازنا بتجربتنا الثورية
الفريدة هذه التجربة التي ما فتئت تستنسخ في أغلب الأقطار العربية والتي
انسابت ثقافتها شرقا وغربا حتى أنّ الصينيون وهم ربع سكان المعمورة شرعوا
في استنشاق الياسمين رغم أنّ هذه الزهرة ممنوعة بقرار من هو جين تاو رئيس
الصين ورئيس لجنتها العسكرية المركزية.
RIDHA RADDAWI-
- عدد المساهمات : 130
العمر : 74
نقاط تحت التجربة : 10456
تاريخ التسجيل : 14/11/2010
مواضيع مماثلة
» من يحكم تونس بعد الثورة
» واقع الثورة في تونس
» المعارضة في تونس بعد الثورة
» خربشات : في تونس الثورة
» حملة تونس أو معركة تونس
» واقع الثورة في تونس
» المعارضة في تونس بعد الثورة
» خربشات : في تونس الثورة
» حملة تونس أو معركة تونس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى