الثورات والتغيرات الكبرى.. تونس نموذج رغم كل السلبيات!!

من طرف **lambadouza** السبت 4 أغسطس - 0:35

رغم
ديماغوجية حزب العمال اليوم، وخطابه الشعبوي غير القابل للتحقق على أرض
الواقع، يذكر التاريخ عجز الرفاق في روسيا ما بعد الثورة البلشفية عن
إطعام الناس، فمات ملايين منهم في مجاعة واسعة، فضلا عن المذابح الرهيبة
التي شنوها على معارضيهم.. وأقاموا نظاما دمويا دكتاتوريا لم يشهد له
التاريخ مثيلا. لكنه على سلبياته الكثيرة وضع روسيا على خارطة العالم
باعتبارها قوة كبرى.

في الثورة الفرنسية قتل عشرات الآلاف بمقصلة روبار
سبيار، وانتهى هو نفسه ضحية مقصلته.. ومرت الثورة بمرحلة عبثية دموية
مخيفة، سجلها الأديب البريطاني الشهير شالز ديكنز في رواية العظيمة "قصة
مدينتين". وشهدت فرنسا تقلبات سياسية عظيمة من الحكم الجمهوري إلى الملكي
إلى الامبراطوري إلى الجمهوري مجددا. وفتحت الثورة الفرنسية العصر الحديث
من أبوابه الواسعة.

ما بعد الثورات أوضاع مضطربة وفوضى عارمة، لأن الجميع
يتكلم، والجميع يطالب، ويريد تحقيق مطالبه "توة"، والجميع له رأي في كل
شيء، ما يجعل البلاد التي قامت فيها الثورة في حالة غليان لا يمكن لأي
سلطة أو تنظيم أو حزب أن يضبطها..

تونس قامت فيها ثورة عظيمة، وإذا قورنت بالدول التي
وقعت فيها ثورات في القديم والحديث تعتبر في وضع مثالي نادر الوجود.. لا
مجاعات.. لا مذابح ولا مقاصل.. لا سلاح في كل يد.. لا انقلابات سياسية..
لا دكتاتورية بشعة.. وبعد سنوات من الآن ستكون تونس، بإذن الله، على خريطة
الدول الصاعدة سياسيا وتنمويا وعلميا.

لابد من شيء من الوقت، لا يقل عن خمسة أعوام لتستقر
الأوضاع، وتعود الدولة.. ونريدها أن تعود وقد أضحت دولة ديمقراطية لا
قمعية كما كانت.

سيمضي الوقت، وسيكتشف التونسيون أن تجربة الترويكا رغم
نقائصها وسلبياتها الكثيرة والموجعة والمفجعة أحيانا، هي أفضل ما مر
بتونس منذ عقود، بل منذ قرون.