لماذا نرى السبسي في المشهد السياسي

للأسف المعايير عند الناس لمعرفة الفاضل من دونه انقلبت وما كان يعتبر عيبا يدين صاحبه أصبح اليوم لا يعتبر من موجبات تراجع في القيمة والقيم لذلك تفطّن السبسي لهذه المسألة وجعله يتجرّأ على الشعب التونسي ولم يراعي ماضيه الأسود الذي سجّل في طيّاته ضلوعه في كثير من  الجرائم من بينها اعترافه بتدليس الإنتخابات في زمن هيمنة  العائلة الطرابلسية تحت حماية ورعاية القائد الملهم  النوفمبري الذي                                 تعذر عليه ارتجال خطاب يتيم طيلة 23 سنة  إذ أن بعضهم صنّفه من جلادي الأمس  بل يظهر أنه متأكد من اتباع الكثير له ونصرتهم له فزمن تأمين الخائن وتخوين الأمين الذي تكلم عنه النبي صلى الله عليه وسلم قد حلّ فأفيقوا يا أصحاب الضمائر اليقضة واعلموا أنكم أصبحتم أقلّة غرباء في أوطانكم خاصّة وأن  من تعوّلون عليهم لمساندتكم انحرف اغلبهم وأصيحوا من أشرس أعداء الإسلام لجهل الكثير منهم والتعصب الأعمى فحققوا أهدافا في زمن قياسي يتوق لتحقيقها  اعداء الإسلام من حيث يظنون أنهم يدافعون عنه فهل التقتيل من فعل الرسول الأعظم وهل التكفير من هديه صلى الله عليه وسلم وهل أخذ الناس بالشبهات من الإسلام وهل الطعن في بعض العلماء  من القربات وهل أن إشاعة الفاحشة في المؤمنين ممّا يرضي الله ورسوله وهل نحن مطالبون بأن نوزّع صكوك االغفران  وشهادات التوبة على الناس وهل أننا حصلنا على الضمانات الكافية كي تؤهلنا لمعرفة المصيب من المخطىء هذا بعض ما نعدّه من اسباب تفرّق وتشرذم افراد الأمة زد عليه تكلّم البعض والتشدق بما لا يفعلونه فأصبح الدين عندهم كلمات نلوكها وعبارات نعيدها وحكما نحفظها  وأحكاما ننقلها  فالإخلاص عندهم شقشقة لسان حدّه الأقصى تعريفات جميلة والصدق كذلك خرج عن حقيقته فلا غرو إن وجدت كذابا يحث على الصدق أو شحيحا يشجع على الكرم أو منافقا يعدد آيات النفاق أو متحيّلا يتحدّث عن الأمانة أو زانيا يتكلم عن الفضيلة  أو متجسّسا يذاكر الناس ويحثهم على الإبتعاد عن المنهيات  أو متهوّرا يتحدث ن حسن الخلق *صحيح أن المعركة طويلة وشرسة  مع النفس وأن الشيطان يرمي حباله أمام كل راغب في ما عند الله وأن التوفيق بيد الله لكن الإيمان بالله يقتضي المراقبة الفعلية والخوف من مخلّفات البعد عن المنهج الرباني فإذا أمن أحدهم مكر الله ولم يعاقب لمعصية اقترفها فليعلم أنه بعيد كل البعد عن الله وأن العناية الإلاهية لا حاجة لها به وأن عقوبته أجلت الى الآخرة والعياذ بالله وهذا لا يسلم من كونه مطموس البصيرة والعياذ بالله وعلامته حب الظهور بالطاعة أمام الخلائق وتراخيه عن الطاعات   في العزلة قليل الذكر بعيد عن القرآن لا اهتمام له بالسنة الا ما يقع أمامه منها بالصدفة وإن تعلم علما فمن أجل المجادلة والمراء لا أكثر لا يعرف معنا لمجاهدة النفس  نسأل الله السلامة ومن علامات ضلاله أيضا  الإشتغال بما يلمّع صورته أمام الناس ناسيا رب الناس لضعف إيمانه فيكتفي ببعض ما علمه من شأن الدين ولا اهمية عنده لمعرفة رصيده منه نعوذ بالله من الوسواس الخناس