تونس بلد الكذب بامتياز

تونس بلد الكذب بامتياز

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وصحابته فرسان ساحات الوغي وعلى التابعين وتابعيهم إلى غاية يوم الحساب واللقاء ،
ثم أما بعد :
أحييكم بتحية الإسلام وتحية الإسلام السلام ، فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،
يقول الله تعالى في محكم تنزيله :
﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ ﴾ [الزمر: 32]
وقال الله تعالى :
﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [الزمر: 33]
نستشف من ذكر الله أن الله بعث رسله بالصدق التام وحثهم على التعريف به لأنه أساس كل شيء كما نستشف أن من كذب بآيات الله فه ظالم لنفسه مبين وأن من صدق بها فهو من المفلحين الفائزين .
وقد جاءت السنة النبوية طافحة بالأحاديث الداعية للصدق والفاضحة للكذب والمحذرة منه ومن سوء عاقبته ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إياكمْ والكذبَ ؛ فإنَّ الكذبَ يهدي إلى الفُجورِ، وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النارِ، وإنَّ الرجلَ ليكذبُ ويتحرَّى الكذبَ حتى يُكتب عندَ اللهِ كذَّابًا ؛ وعليكمْ بالصدقِ، فإنَّ الصدقَ يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنةِ، وإنَّ الرجلَ ليصدقُ ويتحرَّى الصدقَ حتى يُكتب عندَ اللهِ صدِّيقًا / صحيح أبي داود
وقال أيضا عليه السلام :
رأيتُ رَجُلينِ أتياني ، قالا الَّذي رأيتَه يشقُّ شِدقُه فَكذَّابٌ ، يَكذِبُ بالكذِبَةِ تُحمَلُ عنهُ حتَّى تبلغَ الآفاقَ ، فيُصنعُ بِه إلى يومِ القيامةِ / صحيح البخاري .
كما أخبرنا الصادق المصدوق عليه السلام أن الكذب من سمات المنافق :
أربعٌ من كنَّ فيه كان منافقًا ، أو كانت فيه خصلةٌ من أربعةٍ كانت فيه خصلةٌ من النفاقِ حتى يدعَها : إذا حدَّث كذب ، وإذا وَعدَ أَخلفَ ، وإذا عاهدَ غَدرَ ، وإذا خاصمَ فَجرَ/ صحيح البخاري .
ورغم تحذيرات الكتاب والسنة فان بعض الناس لا يتورّع عن الكذب والبهتان ضاربا عرض الحائط كلام الله وكلام رسوله غير آبه بهما وكأنّه لا يخشى نار جهنم ويوم يعرض عليها سيعرف أنه كان معاندا ومكابرا وأنّى له الهروب من مواقعتها داخرا صاغرا ولابثا فيها أحقابا ولربما خالدا فيها مخلدا والعياذ بالله العلي العظيم .
. وفي بلدي تونس يكثر فيها الكذب جهارا نهارا ورؤية وعيانا ، فالسياسي يكذب ويتحرّى الكذب والمثقف يكذب لجهة التباهي والتعالي ، والطالب يكذب بالتدليس والتزوير في الامتحانات ، والولي يكذب على عائلته فيعلمهم الكذب، والزوج يكذب على قرينته بأنه يحبها والواقع أنه يحضن غيرها من ورائها والزوجة كذلك تفعل مع عشيقا والبنت تكذب وتدعي العفة وهي غارقة في الحب والهيام داخل المعاهد وخارجها ، والكبير يكذب على الصغير والصغير يكذب على الكبير والفرد يكذب على الجمع والجمع يكذب على الشعب وهذا يكذب عن ذاك وذاك يكذب عن تلك وتلك تكذب عن ذاك ، والتاجر يكذب لإخراج بضاعته والموظف يكذب الحصول على رشوة أو هدية أو عطيّة ....
وأكبر من يكذب في بلدي هم الإعلام فكذبه يبلغ الأفاق ولا يتورع عن ذلك بل يكذب ويعرف انه يكذب في صفاقة عجيبة وفي لؤم سفيه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من متحرّي الصدق والقائلين به والداعين إليه وأن يجنبنا الكذب والفجور والبهتان والرجم بالغيب انه ولي ذلك والقادر عليه .
أقول قولي والله يشهد على قولي ، فان أصبت فمن الله وان أخطأت فمن نفسي والشيطان والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
أحمد نصيب نوفمبر 2013