تقسيم العمل
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تقسيم العمل
يبدو أن التطور الأكبر في القوى الفاعلة في العمل، والجزء الأكبر من المهارة والفهم والحكم أياً كانت وجهته، أو تطبيقه هي من تأثيرات تقسيم العمل.
إن تأثيرات تقسيم العمل، في الأعمال العامة في المجتمع، يمكن فهمها بطريقة أسهل وذلك بالأخذ بالاعتبار، كيفية عملها في بعض الصناعات المعنية. وغالباً ما تطبق تلك الطرق بطريقة متقدمة في بعض الصناعات الأقل أهمية، وذلك لا يعني أنه لا يطبق في الأخرى الأكثر أهمية، ولكن الأمر أن في تلك الصناعات القليلة الأهمية التي تلبي حاجات عددٍ قليل من الناس، يكون العدد الإجمالي للعمال قليلاً، ويتجمع العمال من مختلف الأقسام في نفس المكان، حيث يتم وضعهم تحت مراقبة مُشاهد.
وعلى العكس، فإنه في تلك الصناعات الكبيرة التي تزود الحاجات الأكبر للجزء الأكبر من الناس، يستخدم عدد أكبر من العمال في مختلف الأقسام، مما يجعل من الصعب جمعهم في نفس المكان، وأيضاً رؤية عدد كبير من العمال في نفس الوقت، أكبر مثلاً من عدد العمال الذي يعملون في نفس القِسم. بالرغم من أن في تلك الصناعات، حيث يتم تقسيم العمل إلى أجزاء أكثر، وهو ما يعد أكثر من التقسيم في الصناعات الأقل أهمية، حيث يكون التقسيم غير واضحاً، وأقل ملاحظة.
ولنأخذ مثلاً إحدى الصناعات القليلة الأهمية، حيث يتم مراعاة تقسيم العمل فيها، فمثلاً هذا الرجل العامل غير متفق أو متعلم في مجال عمله، ألا وهو تجارة القارورات ( فتقسيم العمل ينتج تجارة مميزة). بالإضافة إلى كونه لا يتمتع بخبرة في استعمال الآلات المستخدمة في العمل، فهو وبكامل طاقته الصناعية لا يتمكن من إنتاج أكثر من قارورة واحدة في اليوم أو بالتأكيد فإنه لا يستطيع إنتاج عشرين منها، لكن طبيعة إجراء العمل الآن، لم تجعل من العمل بأسره صناعة وتجارة مميزة فحسب، بل بتقسيمه إلى عدد من الأقسام، والجزء الأكبر منها هو الجزء الخير من التجارة. ويجري تقسيم العمل كما يلي، فالرجل الأول (العامل) يقوم بجرّ السلك، والآخر يقوم بتسويته، أما الثالث فيقوم بقطعه، والرابع بتوجيهه، والخامس بدقة إعداده لتهيئته لوضع الرأس وجعله قابلاً لاستقبال عمليتين أو أكثر، وهو ما يشكل عملاً مميزاً، وآخر يقوم بتبييض القارورات، حتى أن لفها بالورق يشكل عملية بحد ذاتها، أما العملية الأكثر أهمية في هذه الحالة تُقسَّم إلى حوالي 18 عملية مميزة، والتي بعض أنواع الصناعات، تنفذها أيدٍ مختلفة، وبينما في أخرى فإن نفس الشخص يقوم بتنفيذ اثنتين أو ثلاثة منها. لقد رأيت إحدى الصناعات الصغيرة من ذلك النوع والتي تشغّل عشرة عمال فقط، حيث يقوم البعض منهم بعملين مختلفين أو أكثر، بالرغم من كونهم فقراء جداً، لكنهم اعتادوا التعامل مع الآلات المطلوبة في مجال العمل مما مكنهم من إنتاج 12 باونداً من الأوتاد في يوم واحد ذلك عن بذلهم أقصى جهدهم. ويوجد في الباوند الواحد 4 آلاف وتد من الحجم المتوسط، وقد استطاع هؤلاء العشرة صنع 48 ألفاً من الأوتاد، حيث ينفذ كل واحد منهم عُشراً من تلك العملية، حيث يقوم الواحد منهم بصناعة أربعة آلاف وثمانمئة وتد في اليوم الواحد. بينما لو قام كل واحد منهم بالعمل بطريقة مستقلة ومنفصلة عن الآخر، ودون تعلم الواحد منهم أصول ذلك العمل، فإنه لن يكون باستطاعة الواحد منهم صناعة عشرين وتداً في اليوم الواحد، ولا حتى واحد، وبالتأكيد لن يستطيعوا إنتاج المائتين وأربعين جزءاً من الأوتاد أو الجزء الأربع آلاف وثمانية، مما هو في الوقت الحالي، كل ذلك يتم ضمن تتابع لتقسيم جيد للعمل، ومزيج من العمليات المختلفة.
وكذلك هو الحال في كل فن أو صناعة أخرى، وحيث تكون تأثيرات تقسيم العمل مشابهة لهذه التي تؤثر على الصناعة القليلة الأهمية (البسيطة) بالرغم من أن العمل في بعضها لا يمكن تقسيمه أو اختزاله إلى عمليات أبسط. إن تقسيم العمل من ناحية أخرى، كما يمكن تقديمه، وفي تلك المناسبات، وفي كل فن، هو زيادة تناسبية للقوى الفعالة في العمل، ويبدو أن الفصل بين الأعمال والوظائف المختلفة يحظى بمكانة، كتتابع لهذه الإيجابية. إن الفصل أيضاً قد طبق بطريقة موسعة في هذه الدول التي تتمتع بأعلى درجات الصناعة والتقدم، وهو عمل شخص واحد في المجتمع، وكونه واحد من عديدين في الآخر المتطور...
يرجع النمو الكبير في العمل الناتج عن تقسيم العمل والذي يستطيع إنجازه عدد كبير من الناس إلى ثلاثة ظروف مختلفة: أولاً إلى زيادة براعة العاملين، ثانياً، إلى حفظ الوقت الذي يضيع عادةًَ أثناء مروره من نوع أعمال معين إلى نوع أخر، وأخيراً، إلى اختراع الأعداد الهائلة من الآلات التي تسهل العمل وتمكن عاملاً واحداً من إنجاز العديد من المهام...
وقد ساهم تضاعف حجم الإنتاج الناتج عن تقسيم العمل في جعل المجتمع أكثر تنظيماً، حيث أصبحت الثروة تمتد إلى جميع فئات المجتمع بما يشملها الطبقات الدنيا، كما أصبح كل عامل يملك كمية كبيرة من العمل والذي أحدثه بنفسه، بينما يكون غيره في نفس موقفه ولكن قادراً على إبدال الكميات الكبيرة من عمله بكميات بضائع كبيرة وذلك بسبب أسعارها المختلفة، فيزودهم بوفرة بما يطلعونه، ويقومون هم أيضاً بتزويده بما يحتاج إليه وبالتالي تعم الوفرة على كافة فئات المجتمع.
إن تأثيرات تقسيم العمل، في الأعمال العامة في المجتمع، يمكن فهمها بطريقة أسهل وذلك بالأخذ بالاعتبار، كيفية عملها في بعض الصناعات المعنية. وغالباً ما تطبق تلك الطرق بطريقة متقدمة في بعض الصناعات الأقل أهمية، وذلك لا يعني أنه لا يطبق في الأخرى الأكثر أهمية، ولكن الأمر أن في تلك الصناعات القليلة الأهمية التي تلبي حاجات عددٍ قليل من الناس، يكون العدد الإجمالي للعمال قليلاً، ويتجمع العمال من مختلف الأقسام في نفس المكان، حيث يتم وضعهم تحت مراقبة مُشاهد.
وعلى العكس، فإنه في تلك الصناعات الكبيرة التي تزود الحاجات الأكبر للجزء الأكبر من الناس، يستخدم عدد أكبر من العمال في مختلف الأقسام، مما يجعل من الصعب جمعهم في نفس المكان، وأيضاً رؤية عدد كبير من العمال في نفس الوقت، أكبر مثلاً من عدد العمال الذي يعملون في نفس القِسم. بالرغم من أن في تلك الصناعات، حيث يتم تقسيم العمل إلى أجزاء أكثر، وهو ما يعد أكثر من التقسيم في الصناعات الأقل أهمية، حيث يكون التقسيم غير واضحاً، وأقل ملاحظة.
ولنأخذ مثلاً إحدى الصناعات القليلة الأهمية، حيث يتم مراعاة تقسيم العمل فيها، فمثلاً هذا الرجل العامل غير متفق أو متعلم في مجال عمله، ألا وهو تجارة القارورات ( فتقسيم العمل ينتج تجارة مميزة). بالإضافة إلى كونه لا يتمتع بخبرة في استعمال الآلات المستخدمة في العمل، فهو وبكامل طاقته الصناعية لا يتمكن من إنتاج أكثر من قارورة واحدة في اليوم أو بالتأكيد فإنه لا يستطيع إنتاج عشرين منها، لكن طبيعة إجراء العمل الآن، لم تجعل من العمل بأسره صناعة وتجارة مميزة فحسب، بل بتقسيمه إلى عدد من الأقسام، والجزء الأكبر منها هو الجزء الخير من التجارة. ويجري تقسيم العمل كما يلي، فالرجل الأول (العامل) يقوم بجرّ السلك، والآخر يقوم بتسويته، أما الثالث فيقوم بقطعه، والرابع بتوجيهه، والخامس بدقة إعداده لتهيئته لوضع الرأس وجعله قابلاً لاستقبال عمليتين أو أكثر، وهو ما يشكل عملاً مميزاً، وآخر يقوم بتبييض القارورات، حتى أن لفها بالورق يشكل عملية بحد ذاتها، أما العملية الأكثر أهمية في هذه الحالة تُقسَّم إلى حوالي 18 عملية مميزة، والتي بعض أنواع الصناعات، تنفذها أيدٍ مختلفة، وبينما في أخرى فإن نفس الشخص يقوم بتنفيذ اثنتين أو ثلاثة منها. لقد رأيت إحدى الصناعات الصغيرة من ذلك النوع والتي تشغّل عشرة عمال فقط، حيث يقوم البعض منهم بعملين مختلفين أو أكثر، بالرغم من كونهم فقراء جداً، لكنهم اعتادوا التعامل مع الآلات المطلوبة في مجال العمل مما مكنهم من إنتاج 12 باونداً من الأوتاد في يوم واحد ذلك عن بذلهم أقصى جهدهم. ويوجد في الباوند الواحد 4 آلاف وتد من الحجم المتوسط، وقد استطاع هؤلاء العشرة صنع 48 ألفاً من الأوتاد، حيث ينفذ كل واحد منهم عُشراً من تلك العملية، حيث يقوم الواحد منهم بصناعة أربعة آلاف وثمانمئة وتد في اليوم الواحد. بينما لو قام كل واحد منهم بالعمل بطريقة مستقلة ومنفصلة عن الآخر، ودون تعلم الواحد منهم أصول ذلك العمل، فإنه لن يكون باستطاعة الواحد منهم صناعة عشرين وتداً في اليوم الواحد، ولا حتى واحد، وبالتأكيد لن يستطيعوا إنتاج المائتين وأربعين جزءاً من الأوتاد أو الجزء الأربع آلاف وثمانية، مما هو في الوقت الحالي، كل ذلك يتم ضمن تتابع لتقسيم جيد للعمل، ومزيج من العمليات المختلفة.
وكذلك هو الحال في كل فن أو صناعة أخرى، وحيث تكون تأثيرات تقسيم العمل مشابهة لهذه التي تؤثر على الصناعة القليلة الأهمية (البسيطة) بالرغم من أن العمل في بعضها لا يمكن تقسيمه أو اختزاله إلى عمليات أبسط. إن تقسيم العمل من ناحية أخرى، كما يمكن تقديمه، وفي تلك المناسبات، وفي كل فن، هو زيادة تناسبية للقوى الفعالة في العمل، ويبدو أن الفصل بين الأعمال والوظائف المختلفة يحظى بمكانة، كتتابع لهذه الإيجابية. إن الفصل أيضاً قد طبق بطريقة موسعة في هذه الدول التي تتمتع بأعلى درجات الصناعة والتقدم، وهو عمل شخص واحد في المجتمع، وكونه واحد من عديدين في الآخر المتطور...
يرجع النمو الكبير في العمل الناتج عن تقسيم العمل والذي يستطيع إنجازه عدد كبير من الناس إلى ثلاثة ظروف مختلفة: أولاً إلى زيادة براعة العاملين، ثانياً، إلى حفظ الوقت الذي يضيع عادةًَ أثناء مروره من نوع أعمال معين إلى نوع أخر، وأخيراً، إلى اختراع الأعداد الهائلة من الآلات التي تسهل العمل وتمكن عاملاً واحداً من إنجاز العديد من المهام...
وقد ساهم تضاعف حجم الإنتاج الناتج عن تقسيم العمل في جعل المجتمع أكثر تنظيماً، حيث أصبحت الثروة تمتد إلى جميع فئات المجتمع بما يشملها الطبقات الدنيا، كما أصبح كل عامل يملك كمية كبيرة من العمل والذي أحدثه بنفسه، بينما يكون غيره في نفس موقفه ولكن قادراً على إبدال الكميات الكبيرة من عمله بكميات بضائع كبيرة وذلك بسبب أسعارها المختلفة، فيزودهم بوفرة بما يطلعونه، ويقومون هم أيضاً بتزويده بما يحتاج إليه وبالتالي تعم الوفرة على كافة فئات المجتمع.
ريان-
- عدد المساهمات : 1804
العمر : 33
المكان : المظيلة
المهنه : المعهد العالي للرياضة و التربية البدنية بقفصة
الهوايه : الابحار على النت
نقاط تحت التجربة : 12443
تاريخ التسجيل : 27/02/2008
رد: تقسيم العمل
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*الكلمة الطيبة كشجرة طيبة*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
... كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعا * يرمى بصخر فيلقي أطيب الثمر ...
أنين الصمت-
- عدد المساهمات : 1248
العمر : 39
المكان : الجبال الصلدة
المهنه : بطالة مؤقتة
الهوايه : الصمت
نقاط تحت التجربة : 12341
تاريخ التسجيل : 26/12/2008
مواضيع مماثلة
» تقسيم وإعادة تقسيم الهارد ديسك بالصور
» قوانين مكتب العمل و نظام العمل وزارة الموارد البشرية
» بيع تقسيم حانوت
» نقد تقسيم التوحيد إلى ألوهية وربوبية
» في دلالة العمل
» قوانين مكتب العمل و نظام العمل وزارة الموارد البشرية
» بيع تقسيم حانوت
» نقد تقسيم التوحيد إلى ألوهية وربوبية
» في دلالة العمل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى