عصيدة الزقوقو
صفحة 1 من اصل 1
عصيدة الزقوقو
الأخضر بدرجاته و تموجاته يوشح جانبي الطريق ويمتد على مرمى البصر وأكثر حتى أن النظرات تلاحقه و لا تلاحقه هذه هي طريق "جبل منصور" بمعتمدية "برقو" من ولاية سليانة وعلى رغم صعوبة المسلك وحدة تضاريسه فان أشجار "الصنوبر الحلبي" الشامخة باعتزاز تلطف من قسوة الطبيعة ونظرا لأهمية هذه الشجرة وثمرها "الزقوقو" عند المستهلك التونسي كان تحقيق "التونسية" عن أصل هذه الشجرة وطريقة استخراج ثمارها واستعمالاتها ودورها في خلق موطن شغل موسمي لبعض العائلات التونسية خاصة وأننا سنحتفل قريبا بالمولد النبوي الشريف.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]من "الصنوبر الحلبي" إلى "الزقوقو".
عن هذه الشجرة حدثنا السيد "شعبان كوكة" (رئيس الدائرة الجهوية للغابات بسليانة) الصنوبر الحلبي هو من عائلة الصنوبريات أو الصمغيات والاسم اللاتيني ( pin d’alep) أما التسمية العلمية فهي ( pinus halepensis) وهو شجرة طبيعية تتوزع على حوض البحر الأبيض المتوسط (تونس – الجزائر – سوريا – اليونان – فرنسا – ايطاليا – تركيا) أما المساحة الجملية لغابات الصنوبر في البلاد التونسية فهي تغطي نحو 200 ألف هكتار وتمتد من الحدود الجزائرية حتى الوطن القبلي أي بأغلب ظاهر الجبال التونسية وهي أرض كلسية ظروفها المناخية تتراوح بين المناخ القاري وشبه الرطب وشبه الجاف ويعتبر الصنوبر الحلبي من الأشجار المعمرة التي تعيش لأكثر من 100 سنة وقد يتجاوز طولها 20 م.
وعن أصل التسمية "الزقوقو" بالعامية التونسية يقول الأستاذ عبد الستار عمامو هي تسمية شعبية وإن اعتماد "الزقوقو" كمادة غذائية يعتبر حديث العهد إذ بدأ ذلك خلال جفاف 1864 مما اضطر سكان الشمال لاستهلاكه خاصة وأن حب الزقوقو يشبه "حب الدرع". إلا أنه حتى السبعينات من القرن الماضي كانت عصيدة "الزقوقو" تمثل عيبا كبيرا لدى العائلات الكبرى في تونس العاصمة "البلدية" حيث لا اعتراف سوى بالعصيدة البيضاء (فرينة) أو عصيدة الفواكه الجافة مثل "البوفريوة" ويعود نفورهم من عصيدة الزقوقو إلى كونها رمز للفقر أما في دخلة المعاوين بالوطن القبلي فكانت عصيدة الدرع هي الأكلة الرائجة وتونس البلد الوحيد الذي يستهلك "الزقوقو" وأخذت عنّا اسطنبول هذه العادة من خلال إعداد "البوزة".
قطاع ضمن كراس الشروط
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
"التونسية" تنقلت على عين المكان لأحد مقاسم "الصنوبر الحلبي" لمتابعة عملية الجمع و الاستخراج لحبوب "الزقوقو" بمنطقة "جبل منصور" من معتمدية برقو بولاية سليانة وعن كيفية استغلال بعض العائلات لهذه المقاسم يوضح السيد شعبان كوكة:"بما أن الزقوقو منتوج غابي فهو خاضع لإدارة الغابات التي تعقد صفقة مع مستغل المقسم وتكون هذه العملية خاضعة لمقتضيات مجلة الغابات المحورة بالقانون عدد 20 والصادر في 13 أفريل لسنة 1988 وجميع النصوص المنقحة في 2005 والأمر عدد 1656 لسنة 1991 والذي يضبط كيفية منح رخص البيع بالمراكنة (بتّة) وتنطلق عملية الجمع من بداية نوفمبر حتى 30 أفريل بما أنه ابتداء من 1 ماي يمنع استعمال النار في الغابات تفاديا للحرائق.
إذا فإن هذا القطاع يخضع لكراس شروط وعقد ينظمه.
عائلات تقاوم وتعمل رغم قسوة الظروف
محمد الهادي مرابطي هو رب عائلة انتقلت إلى مقاسم "جبل منصور" والذي يحدثنا عن طريقة استخراج "حب الزقوقو" والظروف التي تتم فيها العملية خاصة وأنه يعمل في المجال منذ 35 سنة "في كل سنة أنتقل مع أسرتي إلى أحد المقاسم حيث نقضي 6 أشهر في العمل الذي يبدأ بجمع "المخاريط" والتي يفضل أن يكون لونها مائلا للأرجواني ومتى نتحصل على كمية تقارب 100 كغ نقوم بتحضير الفرن (الذي يكون محفورا في الأرض) من خلال إشعال نار جانبية لتسخينه وتنزل المخاريط بالفرن حيث توضع بالجانب المقابل للنار و يبقى لمدة زمنية بين 6 و 7 ساعات حتى تتفتح كل المخاريط وتسقط منها البذور بعد ذلك يتم جمعها وإخراجها لتتم تصنيفها ويساعد في ذلك الرياح التي تحمل القشور.
الوجه الآخر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تعاني عائلة محمد الهادي مثل باقي العائلات التي تغادر كل موسم منزلها للعمل في جمع "الزقوقو" خاصة وأن الظروف الطبيعية التي تعمل بها هاته العائلات قاسية مكان جبلي بعيد عن كل مرفق صحي وعدم توفر موارد مائية قريبة وتحدثنا زوجة محمد الهادي (منى 50 سنة) قائلة:" يومنا يبدأ من الخامسة صباحا حتى وقت متأخر من الليل أنا لم أعد أستطيع المشاركة في عملية الجمع بعد أن سقطت في إحدى المرات وتسبب الحادث في عديد الكسور التي أضرتني خاصة على مستوى العمود الفقري عملنا صعب وشاق جدا ولكننا مضطرين أنا أغادر كل سنة مع زوجي منزلنا بمكثر للعمل لأننا لا نملك مورد رزق غيره..
التجّار وراء غلاء سعر "الزقوقو".
رغم أن الإنتاج المحلي من مادة الزقوقو يعرف تقلصا ملحوظا كل 3 أو 4 سنوات نتيجة عوامل طبيعية صرفة وهي ذات الوضعية بالنسبة للموسم الحالي وتقدر الحاجيات الاستهلاكية من هذا المنتوج بحوالي 300 طن, ورغم أن جامع ثمار(الزقوقو) يبيعه بثمن معقول جدا ومناسب للتاجر في حدود 7 دنانير أو 6800 مليم فإن التاجر الموزع هو المسؤول عن غلاء سعر هذه المادة خلال بيعها للمستهلك.
استعمالات الزقوقو
رغم أن التونسيين يعتمدون "الزقوقة" لإعداد العصيدة بمناسبة المولد النبوي الشريف فإن لهذه الثمار استعمالات أخرى قد يجهلها البعض فمن الفوائد الطبية أنه مفيد جدا في علاج الربو والسعال الديكي والنقرس والبرد والوهن وضعف الأعصاب والتهاب المجاري التنفسية وذلك من خلال شرب مستحلب أو أوراق البراعم..ويمكن اعتماده لمعالجة الجروح والقروح من خلال التضميد بأوراقه أو براعمه المهروسة لأنه من المتعارف مقاومته الشديدة للجراثيم كذلك يستخرج منه "زيت التربنتين" والراتنج والقطران النباتي كما يستخرج منه الصمغ لكن من الأشجار التي وصلت إلى آخر مرحلة من نموها هذا ويستخرج منها أيضا "الدباغ" الذي يستعمل لصبغ الجلود و استعمالات طبية شعبية.
وداد قرامي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]من "الصنوبر الحلبي" إلى "الزقوقو".
عن هذه الشجرة حدثنا السيد "شعبان كوكة" (رئيس الدائرة الجهوية للغابات بسليانة) الصنوبر الحلبي هو من عائلة الصنوبريات أو الصمغيات والاسم اللاتيني ( pin d’alep) أما التسمية العلمية فهي ( pinus halepensis) وهو شجرة طبيعية تتوزع على حوض البحر الأبيض المتوسط (تونس – الجزائر – سوريا – اليونان – فرنسا – ايطاليا – تركيا) أما المساحة الجملية لغابات الصنوبر في البلاد التونسية فهي تغطي نحو 200 ألف هكتار وتمتد من الحدود الجزائرية حتى الوطن القبلي أي بأغلب ظاهر الجبال التونسية وهي أرض كلسية ظروفها المناخية تتراوح بين المناخ القاري وشبه الرطب وشبه الجاف ويعتبر الصنوبر الحلبي من الأشجار المعمرة التي تعيش لأكثر من 100 سنة وقد يتجاوز طولها 20 م.
وعن أصل التسمية "الزقوقو" بالعامية التونسية يقول الأستاذ عبد الستار عمامو هي تسمية شعبية وإن اعتماد "الزقوقو" كمادة غذائية يعتبر حديث العهد إذ بدأ ذلك خلال جفاف 1864 مما اضطر سكان الشمال لاستهلاكه خاصة وأن حب الزقوقو يشبه "حب الدرع". إلا أنه حتى السبعينات من القرن الماضي كانت عصيدة "الزقوقو" تمثل عيبا كبيرا لدى العائلات الكبرى في تونس العاصمة "البلدية" حيث لا اعتراف سوى بالعصيدة البيضاء (فرينة) أو عصيدة الفواكه الجافة مثل "البوفريوة" ويعود نفورهم من عصيدة الزقوقو إلى كونها رمز للفقر أما في دخلة المعاوين بالوطن القبلي فكانت عصيدة الدرع هي الأكلة الرائجة وتونس البلد الوحيد الذي يستهلك "الزقوقو" وأخذت عنّا اسطنبول هذه العادة من خلال إعداد "البوزة".
قطاع ضمن كراس الشروط
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
"التونسية" تنقلت على عين المكان لأحد مقاسم "الصنوبر الحلبي" لمتابعة عملية الجمع و الاستخراج لحبوب "الزقوقو" بمنطقة "جبل منصور" من معتمدية برقو بولاية سليانة وعن كيفية استغلال بعض العائلات لهذه المقاسم يوضح السيد شعبان كوكة:"بما أن الزقوقو منتوج غابي فهو خاضع لإدارة الغابات التي تعقد صفقة مع مستغل المقسم وتكون هذه العملية خاضعة لمقتضيات مجلة الغابات المحورة بالقانون عدد 20 والصادر في 13 أفريل لسنة 1988 وجميع النصوص المنقحة في 2005 والأمر عدد 1656 لسنة 1991 والذي يضبط كيفية منح رخص البيع بالمراكنة (بتّة) وتنطلق عملية الجمع من بداية نوفمبر حتى 30 أفريل بما أنه ابتداء من 1 ماي يمنع استعمال النار في الغابات تفاديا للحرائق.
إذا فإن هذا القطاع يخضع لكراس شروط وعقد ينظمه.
عائلات تقاوم وتعمل رغم قسوة الظروف
محمد الهادي مرابطي هو رب عائلة انتقلت إلى مقاسم "جبل منصور" والذي يحدثنا عن طريقة استخراج "حب الزقوقو" والظروف التي تتم فيها العملية خاصة وأنه يعمل في المجال منذ 35 سنة "في كل سنة أنتقل مع أسرتي إلى أحد المقاسم حيث نقضي 6 أشهر في العمل الذي يبدأ بجمع "المخاريط" والتي يفضل أن يكون لونها مائلا للأرجواني ومتى نتحصل على كمية تقارب 100 كغ نقوم بتحضير الفرن (الذي يكون محفورا في الأرض) من خلال إشعال نار جانبية لتسخينه وتنزل المخاريط بالفرن حيث توضع بالجانب المقابل للنار و يبقى لمدة زمنية بين 6 و 7 ساعات حتى تتفتح كل المخاريط وتسقط منها البذور بعد ذلك يتم جمعها وإخراجها لتتم تصنيفها ويساعد في ذلك الرياح التي تحمل القشور.
الوجه الآخر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تعاني عائلة محمد الهادي مثل باقي العائلات التي تغادر كل موسم منزلها للعمل في جمع "الزقوقو" خاصة وأن الظروف الطبيعية التي تعمل بها هاته العائلات قاسية مكان جبلي بعيد عن كل مرفق صحي وعدم توفر موارد مائية قريبة وتحدثنا زوجة محمد الهادي (منى 50 سنة) قائلة:" يومنا يبدأ من الخامسة صباحا حتى وقت متأخر من الليل أنا لم أعد أستطيع المشاركة في عملية الجمع بعد أن سقطت في إحدى المرات وتسبب الحادث في عديد الكسور التي أضرتني خاصة على مستوى العمود الفقري عملنا صعب وشاق جدا ولكننا مضطرين أنا أغادر كل سنة مع زوجي منزلنا بمكثر للعمل لأننا لا نملك مورد رزق غيره..
التجّار وراء غلاء سعر "الزقوقو".
رغم أن الإنتاج المحلي من مادة الزقوقو يعرف تقلصا ملحوظا كل 3 أو 4 سنوات نتيجة عوامل طبيعية صرفة وهي ذات الوضعية بالنسبة للموسم الحالي وتقدر الحاجيات الاستهلاكية من هذا المنتوج بحوالي 300 طن, ورغم أن جامع ثمار(الزقوقو) يبيعه بثمن معقول جدا ومناسب للتاجر في حدود 7 دنانير أو 6800 مليم فإن التاجر الموزع هو المسؤول عن غلاء سعر هذه المادة خلال بيعها للمستهلك.
استعمالات الزقوقو
رغم أن التونسيين يعتمدون "الزقوقة" لإعداد العصيدة بمناسبة المولد النبوي الشريف فإن لهذه الثمار استعمالات أخرى قد يجهلها البعض فمن الفوائد الطبية أنه مفيد جدا في علاج الربو والسعال الديكي والنقرس والبرد والوهن وضعف الأعصاب والتهاب المجاري التنفسية وذلك من خلال شرب مستحلب أو أوراق البراعم..ويمكن اعتماده لمعالجة الجروح والقروح من خلال التضميد بأوراقه أو براعمه المهروسة لأنه من المتعارف مقاومته الشديدة للجراثيم كذلك يستخرج منه "زيت التربنتين" والراتنج والقطران النباتي كما يستخرج منه الصمغ لكن من الأشجار التي وصلت إلى آخر مرحلة من نموها هذا ويستخرج منها أيضا "الدباغ" الذي يستعمل لصبغ الجلود و استعمالات طبية شعبية.
وداد قرامي
lambadouza-
- عدد المساهمات : 2653
العمر : 49
الهوايه : TOUT CE QUI AJOUTE DU BIEN A MA PERSONNALITE
نقاط تحت التجربة : 15862
تاريخ التسجيل : 15/03/2007
مواضيع مماثلة
» عصيدة الزقوقو
» المولد قريب...نحبو طريقة إعداد عصيدة الزقوقو
» 300 طن من الزقوقو.. لاعداد "عصيدة المولد" في تونس
» الزقوقو .. والوطنية
» الزقوقو هذا العام ... أسعار من نار
» المولد قريب...نحبو طريقة إعداد عصيدة الزقوقو
» 300 طن من الزقوقو.. لاعداد "عصيدة المولد" في تونس
» الزقوقو .. والوطنية
» الزقوقو هذا العام ... أسعار من نار
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى