النهضة و ازمة الكوادر : بين السياسي و المواطني
صفحة 1 من اصل 1
النهضة و ازمة الكوادر : بين السياسي و المواطني
العنوان قد لا يعكس المحتوى ذلك أن حركة النهضة تعيش زخما كادريّا ، بحيث أن مناضليها و منخرطيها داخل الجمهورية يتميزون بالمستوى العلمي الرفيع.و أيضا تضم الحركة في صفوفها قطاعات من الشباب و أيضا من الكهول اللذين يحوزون على درجات هامة من المصداقيّة صلب المجتمع . رغم كون الحركة تجمع بين النخبويّة و الجماهيرية إلا أن الملاحظة البارزة كون الإعلام مازال يقطّر في سياق إنفتاحه على الحركة بمعنى أن إرهاصات عهدي بورقيبة و بن علي مازالت ماثلة و راسخة في عقول أرباب الصّحف ذلك أن وسائل إعلامنا تتابع الأحزاب القزمية و الميكروسكوبية مثل حزب الأحرار و تفتح لهم مجال للتهجّم على الحركة الإسلامية تلك التي لها جذور تاريخيّة و نضالية في تاريخ و صلب المجتمع التونسي .و من الملاحظات البارزة أن الإجتماعات الهامّة للحركة يقع المرور عليها مرور الكرام فإذا كان أحمد إبراهيم و نجيب الشابي و حمّة الهمّامي و ميّة الجريبي و غيرهم ممّن ظنوا أنفسهم دهاقنة الثورة و ربابنتها . هؤلاء جميعا إنسدّت في وجوههم الجماهيريّة ، و رفضهم الشعب بأشكال مختلفة و حيثما حلوا.مع أننا نلمس في إعلامنا طبخة رديئة ممجّة تحاول أن ترفع من معنوياتهم دون الوصول إلى رفع شعبياتهم لكن الشعبيّة الكبيرة التي تحوزها حركة النهضة و تاريخيتها و خاصة مصداقيتها و شرعيتها النضالية و تعرّض كوادرها و قادتها إلى محارق النظام البائد و الذي سبقه . كلها برزت على الأرض ذلك أن حضور الشيخ راشد الغنوشي في ولايات تعتبر عصيّة على غيره و الإجتماعات الشعبيّة الكبيرة و الهامة التي كانت تلقائية مع متساكني تلك الجهات بمختلف فئاتهم كلها تؤكد على أنّ للنهضة مستوى ضمن عمق المواطن التونسي الذي كانت تعبيرته بقبول الوجهة الإسلامية كردّ فعل على حملات الكيد و المكر و التغييب و التغريب .الشيخ راشد الغنوشي في قابس و تحديدا الحامّة كان الإقبال الجماهيري على حضوره كبيرا ، و كذلك في سيدي بوزيد ، الذي أثبت هذا الرجل أنه إبن الشعب . وهو الذي قدم إلى ولاية رفضت المسؤولين السياسيين رسميهم و معارضهم .لكنّه وجد قبولا حسنا ، وهو الذي إنخرط في المواطنة و رفض قبول أي منصب سياسي ... الحركة الإسلامية في تونس ليست ملكا لأحد ، بل إنها نتاج تجربة فريدة تونسية المنبت و الأصل إنطلقت من الزيتونيين و من شيوخ مهما حاول دعاة التغريب إغفالها ، و مهما سعى اللائكيون و العلمانييون لإلغائها إلا أن الواقع يثبت كون التعليم الزيتوني الذي حاولوا قدر جهدهم إلغاءه ، قد إرتدّ جبّارا عبر تعبيرة الشعب فالتعليم الزيتوني لم يكن عتيقا تقليديا ، بل كان شرقيا حديثا و واجه تعليما علمانيا غربيّا و لم تكن أبدا المواجهة بين التقليدي و العصري .
RIDHA RADDAWI-
- عدد المساهمات : 130
العمر : 74
نقاط تحت التجربة : 10420
تاريخ التسجيل : 14/11/2010
مواضيع مماثلة
» حركة النهضة بين الغباء السياسي والانحراف الديني
» عرب اسرائيل.. ازمة هوية..
» الشباب و ازمة السكن
» عاجل: ازمة الحجّاج مستمرّة والاسباب الرّئيسيّة تتّضح
» الفساد السياسي
» عرب اسرائيل.. ازمة هوية..
» الشباب و ازمة السكن
» عاجل: ازمة الحجّاج مستمرّة والاسباب الرّئيسيّة تتّضح
» الفساد السياسي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى